الناصبة لا المخففة من الثقيلة والرؤية حينئذ بمعنى الأبصار لا العلم بناء على ما ذكره الرضى وجماعة من أن الناصبة لا تقع بعد افعال القلوب مما يدل على يقين أو ظن غالب لا نها لكونها للاستقبال تدخل على ما ليس بثابت مستقر فلا يناسب وقوعها بعد ما يدل على يقين ونحوه والعطف أيضا كما سبق أي إلا ينظرون فلا يبصرون عدم رجعه اليهم قولا من الأقوال وتعليق الابصار بما ذكر مع كونه امرا عدميا للتنبيه على كمال ظهوره المستدعى لمزيد تشنيعهم وتركيك عقولهم وقيل : إن الناصبة لا تقع بعد رأى البصرية أيضا لانها تفيد العلم بواسطة احساس البصر كما في ايضاح المفصل واحاز الفراء وابن الأنباري وقوعها بعد افعال العلم فضلا عن افعال البصر وقوله تعالى ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا .
89 .
- عطف على لا يرجع داخل معه في حيز الرؤية أي فلا يرون أنه لا يقدر على أن يدفع عنهم ضرا ويجلب لهم نفعا أو لا يقدر على أن يضرهم إن لم يعبدوه أو ينفعهم إن عبدوه .
وقوله تعالى ولقد قال لهم هرون من قبل مع ما بعد جملة قسمية مؤكدة لما سبق من الأنكار والتشنيع ببيان عتوهم واستعصائهم على الرسول اثر بيان مكابرتهم لقضية العقول أي وبالله لقد نصح لهم هرون ونبههم على كنه الأمر من قبل رجوع موسى عليه السلام اليهم وخطابه إياهم بما ذكر من المقالات والى اعتبار المضاف اليه قبل ما ذكر ذهب الواحدى وقيل : من قبل قول السامرى هذا الهكم واله موسى كأنه عليه السلام أول ما ابصره حين طلع من الحفيرة تفرس فيهم الافتتان فسارع إلى تحذيرهم واختاره صاحب الكشف تبعا لشيخه وقال : هو ابلغ وادل على توبيخهم بالاعراض عن دليل العقل والسمع في افلا يرون ولقد ال واختار بعضهم الأول وادعى أن الجواب يؤيده وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام في ذلك .
وجوز العلامة الطيبي في هذه الجملة وجهين كونها معطوفة على قوله تعالى افلا يرون وقال : إن في إيثار المضارع فيه دلالة على استحضار تلك الحالة الفظيعة في ذهن السامع واستدعاء الأنكار عليهم وكونها في موضع الحال من فاعل يرون مقررة لجهة الانكار أي افلا يرون والحال أن هرون نبههم قبل ذلك على كنه الأمر وقال لهم : يا قوم إنما فتنتم به أي اوقعتم في الفتنة بالعجل أو اضللتم على توجيه القصر المستفاد من كلمة انما في اغلب استعمالاتها إلى نفس الفعل بالقياس إلى مقابله الذي يدعيه القوم لا إلى قيده المذكور بالقياس إلى قيد آخر على معنى إنما فعل بكم الفتنة لا الارشاد إلى الحق لا على معنى إنما فتنتم بالعجل لا بغيره وقوله تعالى وإن ربكم الرحمن بكسر همزة إن عطفا على إنما الخ ارشاد لهم إلى الحق اثر زجرهم عن الباطل والنعرض لعنوان الربوبية والرحمة للاعتناء باستمالتهم إلى الحق وفي ذلك تذكير لتخليصهم من فرعون زمان لم يوجد العجل وكذا على ما قيل تنبيه على أنهم متى تابوا اقبلهم وتعريف الطرفين لافادة الحصر اى وإن ربكم المستحق للعبادة هو الرحمن لا غير .
وقرأ الحسن وعيسى وابو عمر وفي رواية وان ربكم بفتح الهمزة وخرج على أن المصدر المنسبك خبر مبتدأ محذوف أي والأمر أن ربكم الرحمن والجملة معطوفة على ما مر وقال أبو حاتم : التقدير ولان ربكم الخ وجعل الجار والمجرور متعلقا باتبعونى وقرأت فرقة انما وان ربكم بفتح الهمزتين وخرج على لغة سليم