يا موسى يا رأس النبيين ويا أبا الحكماء إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم وإما لأنه تدخل فيه اليح فيصوت بناء على ماأخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال : كان بني إسرائيل تأثموا من حلي آل فرعون الذي معهم فأخرجوه لتنزل النار فتأكله فلما جمعوه القى السامري القبضة وقال : كن عجلا جسدا له خوار فصار كذلك وكان يدخل الريح من دبره ويخرج من فيه فيسمع له صوت فقالوا أي السامري ومن افتتن به أول ما رآه وقيل : الضمير للسامري وجئ به ضمير جمع تعظيما لجرمه وفيه بعد .
هذا إلهكم وإله موسى فنسى أي فغفل عنه موسى وذهب يطلبه في الطور فضمير نسى لموسى عليه السلام كما روى عن ابن عباس وقتادة والفاء فصيحة أي فاعبدوه والزموا عبادته فقد نسى موسى عليه السلام وعن ابن عباس أيضا ومكحول أن الضمير للسامرى والنسيان مجاز عن الترك والفاء فصيحة أيضا أي فاظهر السامرى النفاق فترك ماكان فيه من اسرار الكفر والأخبار بذلك على هذا منه تعالى وليس داخلا في حيز القول بخلافه على الوجه الأول وصنيع بعض المحققين يشعر باختيار الأول ولا يخفى ما في الاتيان باسم الأشارة والمشار اليه بمرأى منهم وتكريرا له وتخصيص موسى عليه السلام بالذكر وإتيان الفاء من المبالغة في الضلال والأخبار بالأخراج وما بعده حكاية نتيجة فتنة السامرى فعلا وقولا من جهته سبحانه قصدا إلى زيادة تقريرها ثم الأنكار عليها لا من جهة القائلين وإلا لقيل فأخرج لنا والحمل على أن عدولهم إلى ضمير الغيبة لبيان أن الأخراج والقول المذكورين للكل لا للعبدة فقط خلاف الظاهر مع أنه مخل باعتذارهم فان مخالفة بعضهم للسامرى وعدم افتتانهم بتسويله مع كون الأخراج والخطاب لهم مما يهون مخالفته للمعتذرين فافتتانهم بعد اعظم جناية واكثر شناعة وأما ما قيل أن المعتذرين هم الذين لم يعبدوا العجل وان نسبة الأخلاف إلى انفسهم وهم برآء منه من قيل قولهم بنو فلان قتلوا فلانا مع أن القاتل واحد منهم كانوا قالوا : ما وجدنا الأخلاف فيما بيننا بامر كنا نملكه بل تمكنت الشبهة في قلوب العبدة حيث فعل بهم السامرى ما فعل فأخرج لهم ما أخرج وقال ما قال فلم نقدر على صرفهم عن ذلك ولم نفارقهم مخافة ازدياد الفتنة فقد قال شيخ الاسلام : إن سياق النظم الكريم وسباقه يقضيان بفساده وذهب أبو مسلم إلى أن كلام المعتذرين ثم عند قولهم فقذفناها وما بعده من قوله تعالى : فذلك القى السامرى إلى اخره اخبار من جهته سبحانه أن السامرى فعل كما فعلوا فأخرج لهم الخ وهو خلاف الظاهر .
هذا وقرأ الأعمش فنسى بسكون الياء وقوله تعالى افلا يرون إلى آخره إنكار وتقبيح من جهته تعالى الضالين والمضلين جميعا وتسفيه لهم فيما اقدموا عليه من المنكر الذي لا يشتبه بطلانه واستحالته على أحد وهو اتخاذ ذلك العجل الها ولعمري ولو لم يكونوا في البلادة كالبقر لما عبدوه والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي إلا يتفكرون فلا يعملون الا يرجع إلهم قولا أي أنه لا يرجع اليهم كلاما ولا يرد عليهم جوابا بل يخور كسائر العجاجيل فمن هذا شأنه كيف يتوهم أنه اله .
وقرأ الأمام الشافعي وابو حيوة وابان وابن صبيح والزعفراني يرجع بالنصب على أن ات هي