على انفسنا وأولادنا وليس بشئ اصلا فكذلك أي فمثل ذلك القى السامرى .
87 - أي ماكان معه منها قيل كأنه اراهم أنه أيضا يلقي ماكان معه من الحلي فقالوا ما قالوا على زعمهم وإنما كان الذي ألقاه التربة التي أخذها من أثر الرسول كما سيأتى أن شاء الله تعالى وقيل : إنه ألقى مامعه من الحلي والقى مع ذلك ما أخذه من أثر الرسول كأنهم لم يريدوا إلا أنه القى ما معه من الحلي وقيل : ارادوا القى التربة وايده بعضهم بتغيير الأسلوب إذ لم يعبر بالقذف المتبادر منه أن مارماه جرم مجتمع وفيه نظر وقد يقال : المعنى فمثل ذلك الذي ذكرناه لك القى السامري الينا وقرره علينا وفيه بعد وإن ذكر أنه قال لهم : إنما تأخر موسى عليه السلام عنكم لما معكم من حلي القوم وهو حرام عليكم فالرأى أن نحفر حفيرة ونسجر فيها نارا ونقذف فيها ما معنا منه ففعلوا وكان صنع في الحفيرة قالب عجل وقد أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه لما فصل موسى عليه السلام إلى ربه سبحانه قال لهم هرون عليه السلام : إنكم قد حملتم اوزارا من زينة القوم إلى فرعون وامتعة وحليا فتطهروا منها انها رجس واوقد لهم نارا فقال لهم : اقذفوا ما معكم من ذلك فيها فجعلوا ياتون بما معهم فيقذفونه فيها فجاء السامري ومعه تراب من اثر حافر فرس جبريل عليه السلام واقبل إلى النار فقال لهرون عليه السلام : يا نبي الله االقي ما في يدي فقال : نعم ولايظن هرون عليه السلام إلا أنه كبعض ماجاء به غيره من ذلك الحلي والأمتعة فقذفه فيها فقال : كن عجلا جسدا له خوار فكان للبلاء والفتنة .
وأخرج عبد بن حميد وابن ابي حاتم عنه أيضا أن بني اسرائيل استعاروا حليا من القبط فخرجوا به معهم فقال لهم هرون بعد أن ذهب موسى عليهما السلام : اجمعوا هذا الحلي حتى يجئ موسى فيقضي فيه ما يقضي فجمع ثم أذيب فألقى عليه السامري القبضة فأخرج أي السامري لهم للقائلين المذكورين عجلا من تلك الاوزار التي قذفوها وتاخيره مع كونه مفعولا صريحا عن الجار والمجرور لما مر غير مرة من الأعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر مع ما فيه من نوع طول يخل تقديمه بتجاوب النظم الكريم فان قوله جسدا أي جثة ذا لحم ودم أو جسد من ذهب لاروح فيه بدل منه وقيل : هو نعت له على أن معناه احمر كالمجسد وكذا قوله تعالى له خوار نعت له والخوار صوت العجل وهذا الصوت إما لأنه نفخ فيه الروح بناء على ما أخرجه ابن مردويه عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : إن الله تعالى لما وعد موسى عليه السلام أن يكلمه خرج للوقت الذي وعده فبينما هو يناجي ربه إذ سمع خلفه صوتا فقال : إلهي إني اسمع خلفي صوتا قال : لعل قومك ضلوا قال : إلهي من اضلهم قال : السامري قال : فيم اضلهم قال : صاغ لهم عجلا جسدا له خوار قال : إلهي هذا السامري صاغ لهم العجل فمن نفخ فيه الروح حتى صار له خوار قال : انا يا موسى قال : فوعزتك ما اضل قومي أحد غيرك قال : صدقت يا حكيم الحكماء لاينبغي لحكيم أن يكون احكم منك .
وجاء في رواية اخرى عن راشد بن سعد أنه سبحانه قال له : يا موسى إن قومك قد افتتنوا من بعدك قال : يا رب كيف يفتتنون وقد نجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر وانعمت عليهم وفعلت بهم قال : يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلا له خوار قال : يا رب فمن جعل فيه الروح قال : أنا قال : فأنت يا رب أضللتهم قال :