وقرأ حميد نجيناكم بتشديد الجيم من غير همزة قبلها وبنون العظمة وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وطلحة انجيتكم بتاء الضمير وواعدنا كم جانب الطور الايمن بالنصب على أنه صفة المضاف وقرئ بالجر وخرجه الزمخشري على الجوار نحو هذا جحر ضب خرب وتعقبه أبو حيان بأن الجر المذكور من الشذوذ والقلة بحيث ينبغي أن لا تخرج القراءة عليه وقال : الصحيح أنه نعت للطور لما فيه من اليمن وأما لكونه عن يمين من يستقبل الجبل اه .
والحق أن القلة لم تصل إلى حد منع تخريج القراءة لا سيما إذا كانت شاذة على ذلك وتوافق القراءتين يقتضيه وقوله : وإما لكونه الخ غير صحيح على تقدير أن يكون الطور هو الجبل ولو قال : وإما لكونه عن يمين من انطلق من مصر إلى الشام لكان صحيحا ونصب جانب على الظرفية ومنع بعضهم ذلك لأنه محدود وجعله منصوبا على أنه مفعول واعدنا على الأتساع أو بتقدير مضاف أي اتيان جانب الخ والى هذا ذهب أبو البقاء وإذا كان ظرفا فالمفعول مقدرا أي وواعدنا كم بواسطة نبيكم في ذلك الجانب اتيان موسى عليه السلام للمناجاة وانزال التوراة عليه ونسبة المواعدة اليهم مع كونها لموسى عليه السلام نظرا إلى ملابستها إياهم وسراية منفعتها اليهم فكانهم كلهم مواعدون فالمجاز في النسبة وفي ذلك من إيفاء مقام الامتنان حقه ما فيه .
وقرأ حمزة والمذكورون معه آنفا وواعدتكم بتاء الضمير أيضا وقرئ ووعدناكم من الوعد .
ونزلنا عليكم المن والسلوى .
80 .
- الترنجبين والسماني حيث كان ينزل عليهم المن وعم في التيه مثل الثلج من الفجر إلى الطلوع لكل انسان صاع ويبعث الجنوب عليهم السماني فياخذ الواحد منهم ما يكفيه .
كلوا من طيبات ما رزقناكم أي من لذائذه أو حلالاته على أن المراد بالطيب ما يستطيبه الطبع أو الشرع .
وجوز أن يراد بالطيبات ما جمعت وصفى اللذة والحل والجملة مستانفة مسوقة لبيان اباحة ما ذكر لهم وإتماما للنعمة عليهم وقرأ من ذكر آنفا رزقتكم وقدم سبحانه نعمة الانجاء من العدو لانها من باب درء المضار وهو أهم من جلب المنافع ومن ذاق مرارة كيد الاعداء خذلهم الله تعالى ثم انجاه الله تعالى وجعل كيدهم في نحورهم علم قدر هذه النعمة نسأل الله تعالى أن يتم نعمه علينا وان لا يجعل لعدو سبيلا الينا وثنى جلا وعلا بالنعمة الدينية لأنها الأنف في وحه المنافع وأخر D النعمة الدنيوية لكونها دون ذلك فتبا لمن يبيع الدين بالدنيا ولا تطغوا فيه أي فيما رزقناكم بالاخلال بشكره وتعدى حدود الله تعالى فيه بالسرف والبطر والاستعانة به على معاصي الله تعالى ومنع الحقوق الواجبة فيه وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما : أي لا يظلم بعضكم بعضا فياخذه من صاحبه بغير حق وقيل : أي لا تدخروا .
وقرأ زيد بن علي رضى الله تعالى عنهما ولا تطغوا بضم الغين فيحل عليكم غضبي جواب للنهى أي فيلزمكم غضبي ويجب لكم من حل الدين يحل بكسر الحاء إذا وجب اداؤه وأصله من الحلول وهو في الأجسام ثم استعير لغيرها وشاع حتى صارت حقيقة فيه ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى .
81 .
- أي هلك