وأبقى عذابا وقوله تعالى : إنه إلى آخر الشرطيتين تعليل من جهتهم لكونه تعالى شأنه خير وأبقى وتحقيق له وابطال لما ادعاه اللعين وتصديرهما بضمير الشأن للتنبيه على فخامة مضمونها ولزيادة تقرير له أي أن الشأن الخطير هذا أي قوله تعالى من يات ربه مجرما بأن مات الكفر والمعاصي .
فان لهم جهنم لا يموت فيها فينتهي عذابه وهذا تحقيق لكون عذابه تعالى أبقى ولا يحيى .
74 .
- حياة ينتفع بها ومن ياته مؤمنا به D وبما جاء من عنده من المعجزات التي من جملتها ما شاهدناه قد عمل الصالحات من الأعمال فأولئك اشارة إلى من والجمع باعتبار معناها كما أن الأفراد فيما تقدم باعتبارها لفظها وما فيه من معنى البعد للاشعار بعلو درجتهم وبعد منزلتهم أي فأولئك المؤمنون العاملون للأعم ال الصالحات لهم بسبب إيمانهم وعملهم ذلك الدرجات العلى .
75 .
- أي المنازل الرفيعة جنات عدن بدل من الدرجات العلى أو بيان وقد تقدم في عدن تجري من تحتها الأنهار حال من الجنات وقوله تعالى : خالدين فيها تحقيق لكون ثوابه تعالى ابقى وهو حال من الضمير في لهم والعمل فيه معنى الأستقرار في الظرف أو ما في أولئك من معنى اشير والحال مقدرة ولا يجوز أن يكون جنات خبر مبتدأ محذوف أي هي جنات لخلو الكلام حينئذ عن عامل في الحال على ما ذكره أبو البقاء وذلك إشارة إلى ما أتيح لهم من الفوز بما ذكر ومعنى البعد لما أشير اليه من قرب من من التفخيم جزاء من تزكى .
76 .
- تطهر من دنس الكفر والمعاصي بما ذكر من الأيمان والأعمال الصالحة .
وهذا تصريح بما أفادته الشرطية وتقديم ذكر حال المجرم للمسارعة إلى بيان اشدية عذابه D ودوامه ردا على ما ادعاه فرعون بقوله أينا أشد عذابا وأبقى وقال بعضهم : إن الشرطيتين إلى هنا ابتداء كلام منه وجل زعلا تنبيها على قبح ما فعل فرعون وحسن ما فعل السحرة والأول أولى خلافا لما حسبه النيسابوري .
هذا واستدل المعتزلة بالشرطية الأولى على القطع بعذاب مرتكب الكبيرة قالوا : مرتكب الكبيرة مجرم لأن اصل الجرم قطع الثمرة عن الشجرة ثم استعير لاكتساب المكروه وكل مجرم فان له جهنم للآية فان من الشرطية فيها عامة بدليل صحة الأستثناء فينتج مرتكب الكبيرة أن له جهنم وهو دال على القطع بالوعد .
واجاب أهل السنة بانا لا نسلم الصغرى لجواز أن يراد بالمجرم الكافر فكثيرا ما جاء في القرآن بذلك المعنى بقوله تعالى يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر إلى قوله سبحانه وكنا نكذب بيوم الدين وقوله تعالى إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون إلى آخر السورة وعلى تقدير تسليم هذه المقدمة لانسلم الكبرى على اطلاقها وإنما هي كلية بشرط عدم العفو مع انا لا نسلم أن من الشرطية قطعية في العموم كما قال الأمام وحينئذ لا يحصل القطع بالوعيد مطلقا وعلى تقدير تسليم المقدمتين يقال يعارض ذلك الدليل عموم الوعد في قوله تعالى ومن يأته مؤمنا الخ ويجعل الكلام فيمن آمن وعمل الصالحات وارتكب الكبيرة