هو مفعول من اجله وقال أبو القاسم بن حبارة الهذلى الأندلسى فى كتاب الكامل عن أبى السمال أنه قرئ تخيل بالتاء من فوق المضمومة وكسر الياء والضمير فيه فاعل وانها تسعى نصب على المفعول به ونسب ابن عطية هذه القراءة إلى الحسن وعيسى الثقفى ومن بنى تخيل للمفعول فالمخيل لهم ذلك هو الله تعالى للمحنة والأبتلاء .
وروى الحسن بن يمن عن أبى حيوة نخيل بالنون وكسر الياء فالفاعل ضميره تعالى وأنها تسعى مفعول به .
فاوجس فى نفسه خيفة موسى .
67 .
- الايجاس الأخفاء والخفية الخوف وأصله خوفة قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها وقال ابن عطيه : يحتمل أن يكون خوفه بفتح الخاء قلبت الواو ياء ثم كسرت الخاء للتناسب والأول أولى والتنوين للتحقير أي اخفى فيها بعض خوف من مفاجأة ذلك بمقتضى طبع الجبلة البشرية عند رؤية الأمر المهول وهو قول الحسن وقال مقاتل : خاف عليه السلام من أن يعرض للناس ويختلج فى خواطرهم شك وشبهة فى معجزة العصا لما رأوا من عصيهم وإضمار خوفه عليه السلام من ذلك لئلا تقوى نفوسهم إذا ظهر لهم فيؤدى إلى عدم اتباعهم وقيل : التنوين للتعظيم أي اخفى فيها خوفا عظيما وقال بعضهم : إن الصيغة لكونها فعلة وهى دالة على الهيئة والحالة اللازمة تشعر بذلك ولذا اختير على الخوف فى قوله تعالى ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفتهولا يأباه الايجاس وقيل : يأباه والأول هو الأنسب بحال موسى عليه السلام إن كان خوفه مما قاله الحسن والثانى هو الأنسب بحاله عليه السلام إن كان خوفه مما قاله مقاتل وقيل : إنه أنسب أيضا بوصف السحر بالعظم فى قوله تعالى وجاؤا بسحر عظيم وايد بعضهم كون التنوين لذلك باظهار موسى وعدم إضماره فتامل وقيل : إنه عليه السلام سمع لما قالوا إما أن تلقى الخ القوا يا أولياء الله تعالى فخاف لذلك حيث يعلم أن أولياء الله تعالى لا يغلبون ولا يكاد يصح والنظم الكريم يأباه وتاخير الفاعل لمراعاة الفواصل قلنا لا تخف أي لاتستمر على خوفك مما توهمت وادفع عن نفسك ما اعتراك فالنهى على حقيقته وقيل : حرج عن ذلك للتشجيع وتقوية القلب انك انت الاعلى .
68 .
- تعليل لما يوجبه النهى من الأنتهاء عن الخوف وتقرير لغلبته على ابلغ وجه وآكده كما يعرب عن ذلك الأستئناف البيانى وحرف التحقيق وتكرير الضمير وتعريف الخبر ولفظ العلو المنبئ على الغلبة الظاهرة وصيغة التفضيل كما قاله غير واحد والذى أميل اليه أن الصيغة المذكورة لمجرد الزيارة فان كونها للمشاركة والزيادة يقتضى أن يكون للسحرة علو وغلبة ظاهرة أيضا مع أنه ليس كذلك وإثبات ذلك لهم بالنسبة إلى العامة كما قيل ليس بشئ إذ لا مغالبة بينهم وبينهم والق ما فى يمينك أي عصاك كما وقع فى سورة الأعراف .
وكان التعبير عنها بذلك لتذكيره ما وقع وشاهده عليه السلام منها يوم قال سبحانه له وما تلك بيمينك يا موسى وقال بعض المحققين : إنما اوثر الأبهام تهويلا لأمرها وتفخيما لشأنها وإيذانا بانها ليست من جنس العصى المعهودة المستتبعة للآثار المعتادة بل خارجه عن حدود سائر أفراد الجنس مبهمة لكونها مستتبعة لآثار غريبة وعدم مراعاة هذه النكتة عند حكاية الأمر فى مواضع أخر لا يستدعى عدم مراعاتها عند وقوع المحكى انتهى وحاصله أن الأبهام للتفخيم كان العصا لفخامة شأنها لا يحيط بها نطلق العلم نحو فغشيهم من اليم ما غشيهم ووقع حكاية الأمر فى مواضع أخر بالمعنى والواقع نفسه ما تضمن هذه النكتة وإن لم يكن بلفظ