هذا الباب ومعارضتها بروايات أخر عن ابن عباس وغيره تدل على ثبوت الأحرف التى قيل فيها ما قيل فى القراءة ولعل الخبر الساق الذى ذكر أنه صحيح الاسناد على شرط الشيخين داخل فى ذلك لكن قال الجلال السيوطى : إن الجواب الأول الذى ذكره ابن اشته أولى واقعد وقال العلاء فيما أخرجه ابن الأنبارى وغيره عن عكرمة قال : لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان فوجد فيها حروفا من اللحن فقال : لا تغيروها فان العرب ستغيرها أو قال ستقرؤها بالسنتها لو كان الكاتب من ثقيف والمملى من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف إن ذلك لا يصح عن عثمان فان اسناده ضعيف مضطرب منقطع .
والذى أنجح أنا اليه والعاصم هو الله تعالى تضعيف جميع ما ورد مما فيه طعن بالمتواتر ولم يقبل تأويلا ينشرح له الصدر ويقبله الذوق وإن صححه من صححه والطعن فى الرواة أهون بكثير من الطعن بالائمة الذين تلقوا القرإن العظيم الذى وصل الينا بالتواتر من النبى صلى الله عليه وسلّم ولم يلوا جهدا فى اتقانه وحفظه .
وقد ذكر أهل المصطلح أن مما يدرك به وضع الخبر ما يؤخذ من حال المروى كان يكون مناقضا لنص القرإن أو السنة المتواترة أو الأجماع القطعى أو صريح العقل حيث لا يقبل شئ من ذلك التأويل أو لم يحتمل سقوط شئ منه يزول به المحذور فلو قال قائل بوضع بعض هاتيك الأخبار لم يبعد والله تعالى أعلم .
وقرأ أبو عمرو إن هذين نتشديد نون إن وبالياء فى هذين وروى ذلك عن عائشة والحسن والأعمش والنخعى والجحدرى وابن جبير وابن عبيد واعراب ذلك واضح إذ جاء على المهيع المعروف فى مثله لكن فى الدر المصون قد استشكلت هذه القراءة بانها مخالفه لرسم الأمام فان اسم الأشارة فيه بدون الف وياء فاثبات الياء زيادة عليهز ولذا قال الزجاج : أنا لا أجيزها وليس بشئ لأنه مشترك الألزام ولو سلم فكم فى القراءات ما خالف رسمه القياس مع أن حذف الألف ليس على القياس أيضا .
يريدان أن يخرجاكم من ارضكم أي أرض مصر بالأستيلاء عليها بسحرهما الذى اظهراه من قبل ونسبة ذلك لهرون لما أنهم راوه مع موسى عليهما السلام سالكا طريقته وهذه الجملة صفه أو خبر بعد خبر .
ويذهبا بطريقتكم المثلى .
63 .
- أي بمذهبكم الذى هو أفضل المذاهب وامثلها باظهار مذهبهما واعلاء دينهما يريدون به ما كان عليه قوم فرعون لا طريقة السحر فانهم ما كانوا يعتقدونه دينا وقيل : أرادوا أهل طريقتكم فالكلام على تقدير مضاف والمراد بهم بنو اسرائيل لقول موسى عليه السلام ارسل معنا بنى اسرائيل وكانوا أرباب علم فيما بينهم .
وأخرج ذلك ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وتعقب بأن أخراجهم من ارضهم إنما يكون بالأستيلاء عليها تمكنا وتصرفا فكيف يتصور حينئذ نقل بنى اسرائيل إلى الشام وحمل الأخراج على أخراج بنى اسرائيل منها مع بقاء قوم فرعون على حالهم مما يجب تنزيه التنزيل عن امثاله على أن هذا المقالة منهم للاغراء بالمبالغة فى المغالبة والأهتمام بالمناصبة فلا بد أن يكون الأنذار والتحذير باشد المكاره واشقها عليهم ولا ريب فى أخراج بنى اسرائيل من بينهم والذهاب بهم إلى الشام وهم آمنون فى ديارهم ليس فيه كثير محذور وهو كلام يلوح عليه مخايل القبول فلعل الخبر عن الحبر لا يصح .
وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم أيضا عن مجاهد أن الطريقة اسم لوجوه القوم واشرافهم وحكى فلان