ضرورة أو شاذ إلا فى باب أن المفتوحة إذا خفت فاستسهلوه لو روده فى كلام بنى على التخفيف فحذف تبعا لحذف النون ولانه لو ذكر لوجب التشديد إذ الضمائر ترد الأشياء إلى أصولها ثم يرد بحث دخول اللام فى الخبر وان التزم تقدير مبتدأ داخله هى عليه فقد سمعت ما فيه من الجرح والتعديل الثالث انها الناصبة وهاء ضمير القصة اسمها وجملة ذان اساحران خبرها وضعف بأنه يقتضى وصل ها بأن من اثبات الألف وفصل ها من ذان فى الرسم وما فى المصحف ليس كذلك ومع ذلك يرد بحث دخول اللام .
الرابع : أن إن ملغاة وإن كانت مشددة حملا لها على المخففة وذلك كما أعملت المخففة حملا لها عليها فى قوله تعالى : وإن كلا لما ليوفينهم أو حطا لرتبتها عن الفعل لأن عملها ليس بالاصلة بل بالشبه له وما بعدها مبتدأ وخبر والى ذلك ذهب على بن عيسى وفيه أن هذا الألغاء لم ير فى غير هذا الموضع وهو محل النزاع وبحث اللام فيه بحاله الخامس وهو أجود الوجوه وأوجهها واختاره أبو حيان وابن مالك والأخفش وابو على الفارسى وجماعة انها الناصبة واسم الأشارة اسمها : واللام لام الأبتداء وساحران خبرها ومجئ اسم الأشارة بالالف مع أنه منصوب جار على لغة بعض العرب من اجراء المثنى بالألف دائما قال شاعرهم : واها لريا ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها وموضع الخلخال من رجلاها بثمن نرضى به اباها وقال الآخر : واطرق اطراق الشجاع ولو يرى مساغا لنا باه الشجاع لصمما وقالوا : ضربته بين أذناه ومن يشترى الخفان وهى لغة لكنانة حكى ذلك أبو الخطاب ولبنى الحرث بن كعب وخثعم وزبيد وأهل تلك الناحية حكى ذلك الكسائى ولبنى العنبر وبنى الهيجم ومراد وعذرة وقال أبو زيد : سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح ما قبلها ألفا وابن الحاجب يقول : إن هذان مبنى لدلالته على معنى الأشارة وإن قول الأكثرين هذين جرا ونصبا ليس أعرابا أيضا .
قال ابن هشام : وعلى هذا فقراءة هذان أقيس إذ الأصل فى المبنى أن لا تختلف صيغته مع أن فيها مناسبة لالف ساحران اه وأما الخبر السابق عن عائشة فقد أجاب عنه ابن أشته وتبعه ابن جبارة فى شرح الرائية بأن قولها : اخطؤا على معنى اخطؤا فى اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه لا أن الذى كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز فان مالا يجوز من كل شئ مردود بالأجماع وإن طالت مدة وقوعه وبنحو هذا يجاب عن أخبار رويت عنها أيضا .
وعن ابن عباس فى هذا الباب تشكل ظواهرها ثم أخرج عن ابراهيم النخعى أنه قال : إن هذان لساحران وإن هذين لساحران سواء لعلهم كتبوا الألف مكان الياء يعنى أنه من إبدال حرف فى الكتابة بحرف كما وقع فى صلاة وزكاة وحياة ويرد على هذا أنه إنما يحسن لو كانت القراءة بالياء فى ذلك ثم أنت تعلم أن الجواب المذكور لا يحسم مادة الأشكال لبقاء تسمية عروة ذلك فى السؤال لحنا اللهم إلا أن يقال : اراد باللحن اللغة كما قال ذلك ابن اشته فى قول ابن جبير المروى عنه بطرق فى والمقيمين الصلاةهو لحن من الكاتب أو يقال : اراد به اللحن بحسب بادئ الرأى : وابن الأنبارى جنح إلى تضعيف الروايات فى