ومكانا على ما قال أبو على مفعول ثان لاجعل وقيل : بدل أو عطف بيان والموعد فى الجواب اسم زمان ومطابقة الجواب من حيث المعنى فان يوم الزينة يدل على مكان مشتهر باجتماع الناس يومئذ فيه أو هو اسم مكان أيضا ومعناه مكان وقوع الموعود به لا مكان لفظ الوعد كما توهم ويقدر مضاف لصحة الأخبار أي مكان يوم الزينة والمطابقة ظاهرة وقيل : الموعد فى الأول مصدر إلا أنه حذف منه المضاف اعنى مكان وأقيم هو مقامه ويجعل مكانا تابع للمقدار أو مفعولا ثانيا وفى الثانى أما اسم زمان ومعناه زمان وقوع الموعود به لا لفظ الوعد كما يرشد اليه قوله : قالوا الفراق فقلت موعده غد .
والمطابقة معنوية وأما اسم مكان ويقدر مضاف فى الخبر والمطابقة ظاهرة كما سمعت وأما مصدر أيضا ويقدر مضافان احدهما فى جانب المبتدأ والآخر فى جانب الخبر أي مكان وعدكم مكان يوم الزينة وأمر المطابقة لا يخفى وقيل : يقدر فى الأول مضافان أي مكان انجاز وعدكم أو مضاف واحد لكن تصير الأضافة لأدنى ملابسة والأظهر تأويل المصدر بالمفعول وتقدير مضاف فى الثانى أي موعدكم مكان يوم الزينة وهو مبنى على توهم باطل أشرنا اليه وقيل : هو فى الأول والثانى اسم زمان و لا نخلفه من باب الحذف والايصال والأصل لا نخلف فيه و مكانا ظرف لاجعل والى هذا أشار فى الكشف فقال : لعل الأقرب مأخذا أن يجعل المكان مخلفا على الاتساع والطباق من حيث المعنى أو المعنى اجعل بيننا وبينك فى مكان سوى منصف زمان وعد لا نخلفه فيه فالمطابقة حاصلة لفظا ومعنى و مكانا ظرف لغو انتهى .
واعترض بما لا يخفى رده على من احاط خبرا باطراف كلامنا وانت تعلم أن الاحتمالات فى هذه الآية كثيرة جدا والأولى منها ما هو اوفق بجزالة التنزيل مع قلة الحذف والخلو عن نزع الخف قبل الوصول إلى الماء فتامل .
وقرأ الحسن والأعمش وعاصم فى رواية وابو حيوة وابن أبى عبلة وقتادة والجحدرى وهبيرة والزعفرانى يوم الزينة بنصب يوم وهو ظاهر فى أن المراد بالموعد المصدر لأن المكان والزمان لا يقعان فى زمان بخلاف الحدث أما الأول فلانه لا فائدة فيه لحصوله فى جميع الأزمنة وأما الثانى فلأن الزمان لا يكون ظرفا للزمان ظرفية حقيقية لأنه يلزم حلول الشئ فى نفسه وأما مثل ضحى اليوم فى اليوم فهو من ظرفية الكل لاجزاءه وهى ظرفية مجازية وما نحن فيه ليس من هذا القبيل كذا قيل وفيه منع ظاهر .
وقيل : أنه يستدل بظاهر ذلك على كون الوعد اولا مصدرا أيضا لأن الثانى عين الأول لاعادة النكرة معرفة وفى الكشف لعل الاقرب ماخذا على هذه القراءة أن يجعل الأول زمانا والثانى مصدرا أي وعدكم كائن يوم الزينة .
والجواب مطابق معنى دون تكلف إذ لا فرق بين زمان الوعد يوم كذا رفعا وبين الوعد يوم كذا نصبا فى الحاصل بل هو من الأسلوب الحكين لاشتماله على زيادة وقوله تعالى وان يحشر الناس ضحى .
59 .
- عطف على الزينة وقيل : على يوم والأول أظهر لعدم احتياجه إلى التأويل وانتصب ضحى على الظرف وهو ارتفاع النهار ويؤنث ويذكر والضحاء بفتح الضاد ممدود مذكر وهو عند ارتفاع النهار الاعلى .
وجوز على القراءة بنصب يوم أن يكون موعدكم مبتدأ بتقدير وقت مضاف اليه على أنه من باب أتيتك خفوق النجم والظرف متعلق به و ضحى خبره على نية التعريف فيه لأنه ضحى ذلك اليوم بعينه