وقفا ووصلا وقرأ عيسى كالأولين إلا أنه لم ينون وقفا ووصلا ايضا ووجه عدم التنوين فى الوصل اجراؤه مجرى الوقف فى حذف التنوين والضم والكسر كما قال محيى السنة وغيره لغتان فى سوى مثل عدى وعدى .
وذكر بعض أهل اللغة أن فعلا بكسر الفاء مختص بالأسماء الجامدة كعنب ولم يأت منه فى الصفة إلا عدا جمع عدو وزاد الزمخشرى سوى وغيره روى بمعنى مرو وقال الأخفش : سوى مقصور أن كسرت سينه أو ضممت وممدود أن فتحت ففيه ثلاث لغات ويكون فيها جميعا بمعنى غير وبمعنى عدل ووسط بين الفريقين وأعلى اللغات على ما قال النحاس سوى بالكسر قال أي موسى عليه السلام قال فى البحر : وأبعد من قال إن القائل فرعون ولعمرى لنه لا ينبغى أن يلتفت اليه وكان الذى اضطر قائله الخبر السابق عن وهب بن منبه فليتذكر موعدكم يوم الزينة هو يوم عيد كان لهم فى كل عام يتزينون فيه ويزينون أسواقهم كما روى عن مجاهد وقتادة وقيل : يوم النيروز وكان رأس سنتهم .
وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه يوم عاشوراء وبذلك فسر فى قوله صلى الله عليه وسلّم : من صام يوم الزينة ادرك ما فاته من صيام تلك السنة ومن تصدق يومئذ بصدقة ادرك ما فاته من صدقة تلك السنة وقيل : يوم كسر الخليج وفى البحر أنه باق إلى اليوم وقيل : يوم سوق لهم وقيل : يوم السبت وكان يوم راحة ودعة فيما بينهم كما هو اليوم كذلك بين اليهود وظاهر صنيع أبى حيان اخنيار أنه يوم عيد صادف يوم عاشوراء وكان يوم سبت .
والظاهر أن الموعد ههنا اسم زمان للاخبارعنه بيوم الزينة أي زمان وعدكم اليوم المشتهر فيما بينكم وإنما لم يصرح عليه السلام بالوعد بل صرح بزمانه مع أنه أول ما طلبه اللعين منه عليه السلام للاشارة إلى أنه عليه السلام أرغب منه فيه لما يترتب عليه من قطع الشبة وإقامة الحجة حتى كأنه وقع منه عليه السلام قبل طلبه إياه فلا ينبغى له طلبه وفيه ايذان بكمال وثوقه من أمره ولذا خص عليه السلام من بين الأزمنة يوم الزينة الذى هو يوم مشهود وللاجتماع معدود ولم يذكر عليه السلام المكان الذى ذكره اللعين لأنه بناء على المعنى الأول والثالث فيه إنما ذكره اللعين إيهاما للتفضل عليه عليه السلام يريد بذلك اظهار الجلادة فاعرض عليه السلام عن ذكره مكتفيا بذكر الزمان المخصوص للاشارة إلى استغنائه عن ذلك وان كل الأمكنة بعد حصول الأجتماع بالنسبة اليه سواء وأما على المعنى الثانى فيحتمل أنه عليه السلام اكتفى عن ذلك بما يستدعيه يوم الزينة فان من عادة الناس فى الأعياد فى كل وقت وكل بلد الخروج إلى الأمكنة المستوية والأجتماع فى الأرض السهلة التى لا يمنع فيها شئ عن رؤية بعضهم بعضا وبالجملة قد أخرج علية الصلاة والتسليم جوابه على الأسلوب الحكيم ولله تعالى در الكليم ودره النظيم وقيل : الموعد ههنا مصدر أيضا ويقدر مضاف لصحة الأخبار أي وعدكم وعد يوم الزينة ويكتفى عن ذكر المكان بدلالة يوم الزينة عليه وقيل : الموعد فى السؤال اسم مكان وجعله مخلفا على التوسع كما في قوله : ويوما شهدنا أو الضمير فى لا نخلفه للوعد الذى تضمنه اسم المكان على حد اعدلوا هو اقرب للتقوى أو للموعد بمعنى الوعد على طريق الأستخدام والجملة فى الاحتمالين معترضة .
ولا يجوز أن تكون صفة إذ لابد فى جملة الصفة من ضمير يعود على الموصوف بعينه والقول بحذفه ليس بشئ