واراءة أنه متمكن من تهيئة اسباب المعارضة وترتيب الات المغالبة طال الأمد أم قصر كما أن تقديم ضميره على ضمير موسى عليه السلام وتوسيط كلمة النفى بينهما للايذان بمسارعته إلى عدم الاخلاف وان عدم اخلافه لا يوجب عدم اخلافه عليه السلام ولذلك أكد النفى بتكرير حرفه .
وقرأ أبو حعفر وشيبه لا نخلفه بالجزم على أنه جواب للأمر أي أن جعلت ذلك لا نخلفه مكانا سوى .
58 .
- أي منصفا بيننا وبينك كما روى عن مجاهد وقتادة أي محل واقعا على نصف المسافة بيننا سواء بسواء وهذا معنى قول أبى على قربه منكم كقربه منا وعلى ذلك قول الشاعر .
وان أبانا كان حل باهله سوى بين قيس قيس غيلان والفزر أو محل نصف أي عدل كما روى عن السدى لا المكان إذا لم يترجح قربه من جانب على أخر كان معدلا بين الجانبين وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد أنه قال : أي مكانا مستويا من الأرض لا وعر فيه ولا جبل ولا أكمة ولا مطمئن بحيث يستر الحاضرين فيه بعضهم عن بعض ومراده مكانا يتبين الواقفون فيه ولا يكون ما يستر احدا منهم ليرى كل ما يصدر منك ومن السحرة وفيه من اظهار الجلادة وقوة الوثوق بالغلبة ما فيه وهذا المعنى عندى حسن جدا واليه ذهب جماعة وقيل : المعنى مكانا تستوى حالنا فيه وتكون المنازل فيه واحدة لا تعتبر فيه رياسه ولا تؤدى سياسة بل يتحد هناك الرئيس والمرؤوس والسائس والمسوس ولا يخلو عن حسم وربما يرجع إلى معنى منصفا أي محل نصف وعدل .
وقيل : سوى بمعنى غير والمراد مكانا غير هذا المكان وليس بشئ لأن سوى بهذا المعنى لا تستعمل إلا مضافة لفظا ولا تقطع عن الأضافة وانتصاب مكانا على أنه مفعول به لفعل مقدر يدل عليه موعدا أي عد مكانا لا لموعدا لأنه كما قال ابن الحاجب : مصدر قد وصف والمنصوب بالمصدر من تتمته ولا يوصف الشئ إلا بعد تمامه فكان كالوصف الموصول قبل تمام صلته وهو غير سائغ .
وعن بعض النحاة أنه يجوز وصف المصدر قبل العمل مطلقا وهو ضعيف وقال ابن عطية : يجوز وصفه قبل العمل إذا كان المعمول ظرفا لتوسعهم فيه ما لم يتوسعوا فى غيره ومن هنا جوز بعضهم أن يكون مكانا منصوبا على الظرفية بموعدا ورد بأن شرط النصب على الظرفية مفقود فيه فقد قال الرضى : يشترط فى نصب مكانا على الظرفية أن يكون فى عامله معنى الأستقرار فى الظرف كقمت وقعدت وتحركت مكانك فلا يجوز نحو كتبت الكتاب مكانك وقتلته وشتمته مكانك وتعقب بأن ما ذكره الرضى غير مسلم إذ لا مانع من قولك لمن اراد التقرب منك ليكلمك : تكلم مكانك نعم لا يطرد حسن ذلك فى كل مكان ويجوز أن يكون ظرفا لقوله تعالى : لا نخلفه على أنه مضمن معنى المجئ أو الاتيان وجوز أن يكون ظرفا لمحذوف وقع حالا من فاعل نخلفه ويقدر كونا خاصا لظهور القرينة أي اتين أو جائين مكانا .
وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عمرو سوى بكسر السين والتنوين وصلا وقرأ باقى السبعة بالضم والتنوين كذلك ووقف أبو بكر وحمزة والكسائى بالامالة وورش وابو عمرو بين بين .
وقرأ الحسن فى رواية كباقى السبعة إلا أنه لم ينون