أن موسى عليه السلام كان يتوكأ على العصا والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم كان يتكل على فضل الله تعالى ورحمته قائلا مع امته ويحسبنا الله ونعم الوكيل ولذا ورد فى حقه حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين على معنى وحسب من اتبعك وايضا أنه عليه السلام بدأ بمصالح نفسه فى قوله : أتوكأ عليها ثم مصالح رعيته بقوله : وأهش بها على غنمى والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم لم يشتغل إلا باصلاح أمر امته اللهم اهد قومى فانهم لا يعلمون فلا جرم يقول موسى عليه السلام يوم القيامة نفسى نفسى والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : امتى امتى انتهى وهو ماخوذ من كلام الأمام بل لافرق إلا بيسير جدا ولعمرى أنه لاينبغى أن يقتدى به فى مثل هذا الكلام كما لايخفى على ذوى الافهام وإنما نقلته لانبة على عدم الاغترار به نعوذ بالله تعالى من الخذلان رب اشرح لى صدرى لم يذكر عليه السلام بم يشرح صدره وفيه احتمالات .
قال بعض الناس : أنه تعالى ذكر عشرة أشياء ووصفها بالنور الأول ذاته جل شأنه الله نور السموات والأرض الثانى الرسول صلى الله تعالى وسلم قد جاءكم من الله نور وكتاب الثالث الكتاب واتبعوا النور الذى انزل معه الرابع الأيمان يريدون أن يطفئوا نور الله الخامس عدل الله تعالى وأشرقت الأرض بنور ربها السادس القمر وجعل القمر نورا السابع النهار وجعل الظلمات والنور .
الثامن البينات إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونور التاسع الأنبياء عليهم السلام نور على نور العاشر المعرفه مثل نوره كمشكاة فيها مصباح فكان موسى عليه السلام قال اولا رب اشرح لى صدرى بمعرفة انوار جلال كبريائك وثانيا رب اشرح لى صدرى بالتخلق باخلاق رسلك وانبيائك وثالثا رب اشرح لى صدرى باتباع وحيك وامتثال أمرك ونهيك ورابعا رب اشرح لى صدرى بنور الأيمان والأيقان بالهيتك وخامسا رب اشرح لى صدرى بالاطلاع على اسرار عدلك فى قضائك وحكمك .
وسادسا رب اشرح لى صدرى بالانتقال من نور شمسك وقمرك إلى انوار جلال عوتك كما فعله ابراهيم عليه السلام وسابعا رب اشرح لى صدرى من مطالعة نهارك وليلك إلى مطالعة نهار فضلك وليل قهرك وثامنا رب اشرح لى صدرى بالاطلاع على مجاميع اياتك ومعاقد بيناتك فى ارضك وسمواتك وتاسعا رب اشرح لى صدرى فى أن اكون خلف صدق للانبياء المتقدمين ومشابها لهم فى الأنقياد لحكم رب العالمين وعاشرا رب اشرح لى صدرى بأن يجعل سراج الايمان كالمشكاة التى فيها المصباح انتهى .
ولا يخفى ما بين اكثر ما ذكر من التلازم واغناء بعضه عن بعض وقال ايضا : أن شرح الصدر عبارة عن ايقاد النور فى القلب حتى يصير كالسراج ولا يخفى أن مستوقد السراج محتاج إلى سبعة اشياء زند وحجر وحراق وكبريت ومسرجة وفتيلة ودهن فالزند زند المجاهدة والذين جاهدوا فينا والحجر حجر التضرع ادعوا ربكم تضرعا وخفية والحراق منع الهوى ونهى عن النفس عن الهوى والكبريت الانابة وانيبوا إلى ربكم والمسرجة الصبر واستعينوا بالصبر والصلاة والفتيلة الشكر ولئن شكرتم لازيدنكم والدهن الرضا واصبر لحكم ربك أي ارض بقضائه ثم إذا صلحت هذه الأدوات فلا تعول عليها بل ينبغى أن تطلب المقصود من حضرة ربك جل وعلا قائلا : رب اشرح لى صدرى فهنالك تسمع قد اوتيت سؤلك يا موسى ثم أن هذا النور الروحانى افضل من الشمس الجسمانية لوجوه الأول أن الشمس يحجبها الغيم وشمس المعرفة لا تحجبها السموات السبع اليه يصعد الكلم الطيب الثانى الشمس تغيب