المعنى خلقنا ابدانكم من النطفة المتولدة من الاغذية المتولدة من الأرض بوسائط .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء الخرسانى قال : أن الملك ينطلق فياخذ من تراب المكان الذى يدفن فيه الشخص فيذره على النطفة فيخلق من التراب والنطفة وفيها نعيدكم بالاماتة وتفريق الأجزاء وهذا وكذا ما بعد مبنى على الغالب بناء على أن من الناس من لا يبلى جسده كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وايثار كلمة فى على كلمة إلى للدلالة على الأستقرار المديد فيها ومنها نخرجكم تارة أخرى .
55 .
- بتاليف اجزائكم المتفتته المختلطة بالتراب على الهيئة السابقة ورد الأرواح من مقرها اليها وكون هذا الأخراج تاره أخرى باعتبار أن خلقهم من الأرض أخراج لهم منها وان لم يكن على نهج التاره الثانية أو التاره فى الأصل اسم للتور الواحد وهو الجريان ثم اطلق على كل فعله واحد من الفعلات المتجددة كما مر فى المرة وما الطف ذكر قوله تعالى : منها خلقناكم الخ بعد ذكر النبات وأخراجه من الأرض فقد تضمن كل أخراج اجسام لطيفة من الترباء الكثيفة وخروج الاموات اشبه شئ بخروج النبات هذا .
ومن باب الأشارة في الآيات طه يا طاهرا بنا هاديا الينا أو يا طائف كعبة الاحدية في حرم الهوية وهادى الانفس الزكية إلى المقامات العلية وقيل : أن ط لكونها بحساب الجمل تسعة وإذا جمع ما انطوت عليه من الاعداد اعنى الواحد والاثنين والثلاثه وهكذا إلى التسعة بلغ خمسة واربعين إشارة إلى ادم لأن اعداد حروفه كذلك و ه لكونها بحساب الجمل خمسة وما انطوت عليه من الاعداد يبلغ خمسة عشر إشارة إلى حوا بلا همز والأشارة بمجموع الأمرين إلى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أبو الخليقة وامها فكانه قيل : يا من تكونت منه الخليقة وقد اشار إلى ذلك عارف بن الفارض قدس سره بقوله على لسان الحقيقة المحمدية : وانى وان كنت ابن ادم صورة فلى منه معنى شاهد بابوتى وقال في ذلك الشيخ عبد الغنى النابلسى عليه الرحمة : طه النبى تكونت من نوره كل البرية ثم لو ترك القطا وقيل : طه الحساب اربعة عشر وهو إشارة إلى مرتبة البدرية فكانه قيل : يا بدر سماء عالم الامكان ما انزلنا عليك القرإن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى أي إلا لتذكر من يخشى ايام الوصال التى كانت قبل تعلق الأرواح بالابدان وتخبرهم بانها يحصل نحوها لهم لتطيب انفسهم وترتاح ارواحهم أو لتذكرهم ايايها ليشتاقوا اليها وتجرى دموعهم عليها ويجتهدوا في تحصيل ما يكون سببا لعودها ولله تعالى در من قال : سقى الله اياما لنا ولياليا مضت فجرت من ذكرهن كموع فياهل لها يوما من الدهر اوبة وهل لى إلى ارض الحبيب رجوع