على ذي ذهن مستقيم وذوق سليم .
وقوله تعالى ولتصنع على عينى .
39 .
- متعلق بالقيت على أنه عطف على علة مضمرة أي ليتعطف عليك ولتصنع أو متعلق بفعل مضمر موخر أي ولتصنع الخ فعلت ذلك أي القاء المحبة عليك وزعم أنه متعلق بالقيت على أن الواء مقحمة ليس بشئ وعلى عينى أي بمرى منى متعلق بمحذف وقع حالا من المستتر فى تصنع وهو استعارة تمثيلية للحفظ والصون فان المصون يجعل بمرأى والصنع الاحسان قال النحاس : يقال صنعت الفرس إذا احسنت اليه والمعنى وليفعل بك الصنيعة والاحسان وتربى بالحنو والشفقة وانا وراعيك ومراقبك كما يراعى الرجل الشئ بعينه إذا اعتنى به ويجعل ذلك تمثيلا يندفع ما قاله الواحدى من أن تفسير على عيتى بما تقدم صحيح ولكن لا يكون في ذلك تخصيص لموسى عليه السلام فان جميع الأشياء بمرأى من الله تعالى على أنه قد يقال : هذا الاختصاص للتشريف كاختصاص عيسى عليه السلام بكلمة الله تعالى والكعبة بيت الله تعالى مع أن الكل موجود بكن وكل البيوت بيت الله سبحانه وقال : قتادة المعنى لتغذى على محبتى وارادتى وهو اختيار أبى عبيدةوابن الأنبارى وزعم الواحدى أنه الصحيح وقرا الحسن وابو نهيك ولتصنع بفتح التاء قال ثعلب : المعنى لتكون حركتك وتصرفك على عين منى لئلا تخالف امرى .
وقرا أبو جعفر فى رواية ولتصنع بكسر اللام وجزم الفعل بها لأنها لام الأمر وأمر المخاطب باللام شاذ لكن لما كان الفعل مبنيا للمفعول هنا وكان اصله مسندا للغائب ولا كلام في أمره باللام استصحب ذلك بعد نقله إلى المفعول للاختصار والظاهر أن الهطف على قوله تعالى : والقيت عليك محبة منى إلا أن فيه عطف الأنشاء على الخبر وفيه كلام مشهور لكن قيل هنا : أنه هون أمره كون الأمر في معنى الخبر .
وقال صاحب للوامح : أن العطف على قوله تعالى : فليلقه فلا عطف فيه للانشاء على الخبر .
وقرا شيبة وابو جعفر في رواية أخرى كذلك إلا أنه سكن اللام وهى لام الأمر أيضا وبقية الكلام نحو ما مر ويحتمل أن تكون لام كى سكنت تخفيفا ولم يظهر فتح العين للادغام قال الخفاجى : وهذا حسن جدا .
إذ تمشى أختك ظرف لتصنيع كما قال الحوفى وغيره على أن المراد به وقت وقع فيه مشى الأخت وما ترتب عليه من القول والرجع إلى أمها وتربيتها له بالحنو وهو المصداق لقوله تعالى : ولتصنع على عينى إذ لا شفقة اعظم من شفقة الأم وصنيعها على موجب مراعاته تعالى وجوز أن يكون ظرفا لا لقيت وان يكون بدلا من إذ أوحينا على انالمراد بها وقت متسع فيتحد الظرفان وتصح البدلية ولا يكون من ابدال أحد المتغايرين الذى لا يقع في فصيح الكلام .
ورجح هذا صاحب الكشف فقال : هو الأوفق لمقام الامتنان لما فيه من تعداد المنة على وجه ابلغ ولما في تخصيص الالقاء أو التربية بزمان مشى الأخت من العدول إلى الظاهر فقبله كان عليه السلام محبوبا محفوظا ثم أولى الوجهين جعله ظرفا لتصنع وأما النصب باضمار اذكر فضعيف اهوانت تعلم أن الظاهر كونه ظرفا لتصنع والتقييد بعلى عينى يسقط التربية قبل في غير حجر الأم عن العين .
واعترض أبو حيان وجه البدلية بأن كلا من الظرفين ضيق ليس بمتسع لتخصيصهم بما أضيف اليه وليس ذلك كالسنة في الامتداد وفيه تامل واسم اخته عليه السلام مريم وقيل : كلثوم وصيغة المضارع لحكاية