بعده ومن ذلك قيل الاحسن أن يقال : أن المسوغ للابتداء بالنكرة هنا عطف المعرفة وهو هرون عليها عطف بيان وهو غريب وحوز في هرون أيضا على هذا القول كونه مفعولا لفعل مقدور وكونه بدلا وقد سمعت ما فيه .
والظاهر أنه يجوز فيه لى عليه أيضا أن يكون صلة للجعل كما يجوز فيه على بعض الأوجه السابقة أن يكون تبيينا ولم يظهر لى وجه عدم ذكر هذا الاحتمال هناك ولا وجه عدم ذكر احتمال كونه صلة للجعل هنا ويفهم من كلام البعض جواز كل من الاحتمالين هنا وهناك وكذا يجوز أيضا أن يكون حالا من وزيرا ولعل ذلك مما يسهل أمر الانعقاد على ما قيل وفيه ما فيه و اخى على الوجوه عطف بيان للوزير ولا ضير في تعدده لشئ واحد أو لهرون ولا يشترط فيه كون الثانى اشهر كما توهم لأن الايضاح حاصل من المجموع كما حقق في المطول وحواشيه ولا حاجة إلى دعوى أن المضاف إلى الضمير أعرف من العلم لما فيها من الخلاف و ذا إلى ما في الكشف من أن اخى في هذا المقام اشهر من اسمه العلم لأن موسى عليه السلام هو العلم المعروف والمخاطب الموصوف بالمناجاة والكرامة والمتعرف به هو المعرفة في الحقيقة ثم أن البيان ليس بالنسبة اليه سبحانه لأنه جل شأنه لا تخفى عليه خافية وإنما اتيان موسى عليه السلام به على نمط ما تقدم من قوله هى عصاى الخ وجوز أن يكون اخى مبتدأ خبره أشدد به ازرى .
31 .
- وأشركه في امرى .
32 .
- وتعقبه أبو حيان بأنه خلاف الظاهر فلا يصار اليه لغير حاجة والكلام في الأخبار بالجملة الانشائية مشهور والجملة على هذا استئنافية والازر القوة وقيدها الراغب بالشديدة وقال الخليل وابو عبيدة : هو الظهر وروى ذلك عن ابن عطية والمراد احكم به قوتى واجعله شريكى في أمر الرسالة حتى نتعاون على ادائها كما ينبغى .
وفصل الدعاء الأول عن الدعاء السابق لكمال الاتصال بينهما فان شد الازر عبارة عن جعله وزيرا وأما الاشراك في الأمر فحيث كان من احكام الوزارة توسط بينهما العاطف كذا قيل لكن في مصحف ابن مسعود وأشدد بالعطف على الدعاء السابق وعن أبى أشركه في أمرى وأشدد به ازرى فتأمل .
وقرا زيد بن علي رضى الله تعالى عنهما والحسن وابن عامر أشدد بفتح الهمزة وأشركه بضمها على أنهما فعلان مضارعان مجزومان في جواب الدعاء اعنى قوله : اجعل وقال صاحب اللوامح : عن الحسن أنه قرا أشدد به مضارع شدد للتكثير والتكرير وليس المراد بالأمر على القراءة السابقة الرسالة لأن ذلك ليس في يد موسى عليه السلام بل أمر الارشاد والدعوة إلى الحق وكان هرون كما أخرج الحاكم عن وهب اطول من موسى عليهما السلام واكثر لحما وابيض جسما واعظم الواحا واكبر سنا وقيل : كان اكبر منه باربع سنين وقيل : بثلاث سنين وتوفى قبله بثلاث ايضا وكان عليه السلام ذا تؤدة وحلم عظيم .
كى نسبحك كثيرا .
33 .
- ونذكرك كثيرا .
34 .
- غاية للادعية الثلاثة الأخيرة فان فعل كل واحد منهما من التسبيح والذكر مع كونه مكثرا لفعل الأخر ومضاعفا له بسبب انضمامه اليه مكثر له في نفسه أيضا بسبب تقويته وتاييده إذ ليس المراد بالتسبيح والذكر ما يكون منهما بالقلب أو في الخلوات حتى لا يتفاوت حاله عند التعدد والأنفراد بل ما يكون منهما في تضاعيف اداء الرسالة ودعوة المردة العتاة إلى الحق وذلك مما