حين أمر خلعهما والقاهما وراء الوادى طوى .
12 .
- بضم الطاء غير منون .
وقرأ الكوفييون وابن عامر بضمها منونا وقرأ حسن والأعمش وابو حيوة وابن أبى اسحق وابو السمال وابن محيصن بكسرها منونه وقرأ أبو زيد عن أبى عمرو بكسرها غير منون وهو علم لذلك الوادى فيكون بدلا أو عطف بيان ومن نونه فعلى تأويل المكان ومن لم ينونه فعلى تأويل البقعة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتانيث وقيل طوى المضموم الطاء الغير منون ممنوع من الصرف للعلمية والعدل كزفر وقثم وقيل : للعلمية والعجمة وقال قطرب : يقال طوى من الليل أي قدس لك ساعة من الليل وهي ساعة أن نودى فيكون معمولا للمقدس وفي العجائب للكرمانى وقيل : هو معرب معناه ليلا وكانه اراد قول قطرب وقيل : هو رجل بالعبرانية وكانه على هذا منادى وقال الحسن : طوى بكسر الطاء والتنوين مصدر كثنى لفظا ومعنى وهو عنده معمول للمقدس أيضا أي قدس مرة بعد اخرى وجوز أن يكون معمولا لنودى أي نودى ندامين وقال ابن السيد : أنه ما يطوى من جلد الحية ويقال : فعل الشئ طوى أي مرتين فيكون موضوعا موضد المصدر وانشد الطبرسى لعدى بن زيد : اعاذل أن اللوم في غير كنهه على طوى من غيك التردد وذكر الراغب أنه إذا كان بمعنى مرتين بفتح أوله ويكسر ولا يخفى عليك أن الاظهر كونه اسما للوادى في جميع القراءات وانا اخترتك أي اصطفيتك من الناس أو من قومك للنبوة والرسالة وقرأ السلمى وابن هرمز والأعمش في رواية وانا بكسر الهمزة وتشديد النون مع الف بعدها اخترناك بالنون والالف وكذا قرأ طلحة وابن أبى ليلى وحمزة وخلف والأعمش في روايا اخرى إلا انهم فتحوا همزة ان وذلك بتقدير أعلم أي واعلم انا اخترناك وهو على ما قيل عطف على اخلع ويجوز عند من قرأ انى انا ربك بالفتح أن يكون العطف عليه سواء كان متعلقا بنودى كما قيل أو معمولا لا علم مقدرا كما اختير .
وجوز أبو البقاء أن يكون بتقدير اللام وهو متعلق بما بعده أي لانا اخترناك فاستمع وهو كما ترى والفاء في قوله تعالى فاستمع لترتيب الأمر والمامور به على ما قبلها فان اختاره عليه السلام لما ذكر من موجبات الاستماع والأمر به واللام في قوله سبحانه لما يوحى .
13 .
- متعلقة باستمع وجوز أن تكون متعلقة باخترناك ورده أبو حيان بأنه يكون حينئذ من باب الاعمال ويجب أو يختار حينئذ اعادة الضمير مع الثانى بأن يقال : فاستمع له لما يوحى .
وأجيب بأن المراد جواز تعلقها بكل من الفعلين على البدل لا على أنه من الاعمال واعترض على هذا بأن قوله تعالى اننى انا الله لا اله إلا انا بدل من ما يوحى ولا ريب في أن اختياره عليه السلام ليس لهذا فقط ةالتعلق باخترناك كيفما كان يقتضيه وأجيب أنه من باب التنصيص على ما هو الأهم والأصل الأصيل وقيل : هي سيف خطيب فلا متعلق لها كما في ردف لكم وما موصولة .
وجوز أن تكون مصدرية أي فاستمع للذي يوحى اليك أو للوحى وفي أمره عليه السلام بالاستماع اشارة إلى عظم ذلك وانه يقتضى التاهب له قال أبو الفضل الجوهرى : لما قيل لموسى عليه السلام استمع