الحروف بلا صوت إيماء إلى الحروف بعضلات المخارج لا حروف إذ الحروف كيفية تعرض للصوت فاذا انتفى الصوت المعروف انتفى الحرف العارض وحيث لا حرف فلا كلام بمعنى المتكلم به فلا قراءة بمعنى التكلم الذي هو فعل اللسان فلا مخافتة عند انتفاء الصوت كما لا جهر انتهى محررا وقد ألف الشيخ ابراهيم الكورانى عليه الرحمة في تحقيق هذه المسألة رسالتين جليلتين سمى اولاهما نشر الزهر في الذكر بالجهر وثانيتهما باتحاف المنيب الاواه بفضل الجهر بذكر الله رد فيها على بعض أهل القرن التاسع من علماء الحنفية من اعيان دولة ميرزا الغ بيك بن شاه دخ الكوركانى حيث اطلق القول بكون الجهر بالذكر بدعة محرمة والف في ذلك رسالة ولعله ياتى أن شاء الله تعالى زيادة بسط لتحقيق هذه المسألة والله تعالى الموفق .
وقوله سبحانه الله خبر مبتدأ محذوف والجملة استئناف مسوق لبيان أن ماذكر من صفات الكمال موصوفها ذلك المعبود الحق أي ذلك المنعوت بما ذكر من النعوت الجليلة D وقوله تعالى : لا اله إلا هو تحقيق بالحق وتصريح بما تضمنه ما قبله من اختصاص الالوهيه به سبحانه فانما اسند اليه عز شأنه من خلق جميع الموجودات والعلو اللائق بشأنه على جميع المخلوقات والرحمانية والمالكية للعلويات والسفليات والعلم الشامل بما يقتضيه اقتضاء بينا وقبله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى .
8 .
- بيان لكون ما ذكر من الخالقية وغيرها اسماءه تعالى وصفاته من غير تعدد في ذاته تعالى وجاء الأسم بمعنى الصفة ومنه قوله تعالى : وجعلوا لله شركاء قل سموهم والحسنى تأنيث الأحسن وصفة المؤنثة المفردة تجري على جمع التكسير وحسن ذلك كونها وقعت فاصلة وقيل : تضمنها الأشارة إلى عدم التعدد حقيقة بناء على عدم زيادة صفاته تعالى على ذاته واتحادها معها وفضل أسماء الله تعالى على سائر الأسماء في غاية الظهور وجوز أبو حيان كون الأسم الجليل مبتدأ وجملة لا اله إلا هو خبره وجملة له الأسماء الحسنى خبر بعد خبر وظاهر صنيعه يقتضى اختياره لأنه المتبادر للذهن ولا يخفى على المتأمل أولية ما تقدم وقوله تعالى وهل أتاك حديث موسى .
9 .
- مسوق لتقرير أمر التوحيد الذي انتهى اليه مساق الحديث وبيان أنه أمر مستمر فيما بين الأنبياء عليهم السلام كابرا عن كابر وقد خوطب به موسى عليه السلام حيث قيل له اننى انا الله لا اله إلا انا وبه ختم عليه السلام مقاله حيث قال : انما الهكم الله الذي لا اله إلا هو وقيل : نسوق لتسليته صلى الله عليه وسلّم كقوله تعالى : ما انزلنا عليك القرآن لتشقى بناء على ما نقل عن مقاتل في سبب النزول إلا أن الأول تسلية له E برد ما قاله قومه وهذا تسلية له A بأن اخوانه من الأنبياء عليهم السلام قد عراهم من اممهم ما عراهم وكانت العاقبة لهم وذكر مبدأ نبوة موسى عليه السلام نظير ما ذكر انزال القرآن عليه E .
وقيل : مسوق بترغيب النبى A في الائتساء بموسى عليه السلام في تحمل اعباء النبوة والصبر على مقاساة الخطوب في تبليغ احكام الرسالة بعد ما خاطبه سبحانه بأنه كلفه التبليغ الشاق بناء على أن معنى قوله تعالى ما انزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى انا انزلنا عليك القرآن لتحتمل متاعب التبليغ ومقاولة العتاه من اعداء الاسلام ومقاتلتهم وغير ذلك من انواع المشاق وتكليف النبوة وما انزلنا عليك هذا المتعب الشاق إلا ليكون تذكرة فالواو كما قاله غير واحد لعطف القصة على القصة ولا نظر في ذلك إلى تناسقهما خيرا وطلبا بل يشترط التناسب فيما سيقتاله مع أن المعطوف ههنا قد يؤول بالخبر