ابن نجيم في البحر نقلا عن المحقق ابن الهمام في فتح القدير ما نصه قال أبو حنيفه : رفع الصوت بالذكر بدعة مخالفة للأمر من قوله تعالى واذكر ربك في نفسك الآية فيقتصر على مورد الشرع وقد ورد بة في الاضحى وهوقوله سبحانه واذكروا الله في ايام معدودات .
واجاب السيوطي في نتيجة الذكر عن الأستدلال بالاية السابقة بثلاثة اوجه الأول انها مكية ولما هاجر صلى الله عليه وسلّم سقط ذلك الثاني أن جماعة من المفسرين منهم عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وابن جرير حملوا الآية على الذر حال قراءة القرآن وانه أمر له E بالذكر على هذه الصفة تعظيما للقران أن ترفع عنده الاصوات ويقويه اتصالها بقوله تعالى وإذ قرئ القرآن الآية الثالث ما ذكره بعض الصوفية أن الأمر في الآية خاص بالنبى A الكامل المكمل وأما غيره E ممن هو محل الوساوس فمامور بالجهر لأنه اشد تاثيرا في دفعها وفيه ما فيه .
واختار بعض المحققين أن المراد دون الجهر البالغ أو الزائد على قدر الحاجة فيكون الجهر المعتدل والجهر بقدر الحاجة داخلا في المامور به فقد صح ما يزيد على عشرين حديثا في أنه A كثيرا ما كان يجهر بالذكر وصح عن أبى الزبير أنه سمع عبد الله ابن الزبير يقول : كان رسول الله A إذا سلم من صلاته يقول بصوته الاعلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه له النعمه وله الفضل وله الفناء الحسن لا اله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وهو محمول على اقتضاء حاجة التعليم ونحوه لذلك وما في الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى قال : كنا مع النبى A وكنا إذا اشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت اصواتنا فقال النبى A : يا ايها الناس اربعوا على أنفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا أنه معكم أنه سميع قريب محمول على أن النهى المستفاد التزاما من أمر اربعوا الذي بمعنى ارفقوا ولا تجهدوا أنفسكم مراد به النهى عن المبالغة في رفع الصوت وبتقسيم الجهر واختلاف اقسامه في الحكم يجمع بين الروايتين المختلفتين عن الأمام أبى حنيفة وما ذكر في الواقعات عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال : ما اراكم إلا مبتدعين حتى أخرجه من المسجد لا يصح عند الحفاظ من الأئمة المحدثين وعلى فرض صحته هو معارض بما يدل على ثبوت الجهر منه رضى الله تعالى عنه مما رواه غير واحد من الحفاظ أو محمول على الجهر البالغ وخبر خير الذكر الخفى وخير الرزق أو العيش ما يكفي صحيح .
وعزاه الأمام السيوطي إلى الأمام احمد وابن حيان والبيهقي عن سعد ابن أبى وقاص وعزاه أبو الفتح في سلاح المؤمن إلى أبى عوانه في مسنده الصحيح أيضا وهو محمول على من كان في موضع يخاف فيه الرياء أو الأعجاب أو نحوهما وقد صح أيضا أنه E جهر بالدعاء وبالمواعض لكن قال غير واحد من الأجلة : أن اخاء الدعاء افضل وحد بالجهر على ما ذكره ابن حجر الهيتمى في المنهج القويم أن يكون بحيث يسمع غيره والأسرار بحيث يسمع نفسه وعند الحنفيه في رواية ادنى الجهر اسماع نفسه وادنى المخافتة تصحيح الحروف وهو قول الكرخى .
وفي كتاب الأمام محمد إشارة اليه والأصح كما في المحيط قول الشيخين الهندوانى والفضلى هو الذي عليه الأكثر أن أدنى الجهر اسماع غيره وأدنى المخافتة إسماع نفسه ومن هنا قال في فتح القدير : إن تصحيح