في وجوه اصحابه ثم قال : ويحك أنه لا يستشفع بالله تعالى على أحد من خلقه شأن الله تعالى اعظم من ذلك ويحك اتدري ما الله أن الله تعالى فوق عرشه وعرشه فوق سمواته لهكذا وقال باصبعه مثل القبة وانه ليئط به اطيط الرجل الجديد بالراكب ومن شعر امية بن أبى الصلت : مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا في السماء امسى كبيرا بالبناء العالى الذي بهر لنا س وسوى فوق السماء سريرا شرجعا لا يناله طرف الع ين ترى حوله الملائك صورا وذهب طائفة من أهل الكلام إلى أنه مستدير من جميع الجوانب محيط بالعالم من كل جهة وهو محدد الجهات وربما سموه الفلك الاطلس والفلك التاسع وتعقبه بعض شراح عقيدة الطحاوى بأنه ليس بصحيح لما ثبت بالشرع من أن له قوائم تحمله الملائكة عليهم السلام وأيضا أخرجا في الصحيحين عن جابر أنه قال : سمعت النبى صلى الله عليه وسلّم يقول : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ والفلك التاسع عندهم متحرك دائما بحركة متشابهة ومن تأول ذلك على أن المراد باهتزازه استبشار حملة العرش وفرحهم فلا بدله من دليل على أن سياق الحديث ولفظه كما نقل عن أبى الحسن الطبرى وغيره بعيد عن ذلك الأحتمال وأيضا جاء في صحيح مسلم من حديث جويرية بنت الحرث ما يدل على أنه له زنة هي اثقل الاوزان والفلك عندهم لا ثقيل ولا خفيف وأيضا العرب لا تفهم منه الفلك والقرآن إنما نزل بما يفهمون .
وقصارى ما يدل عليه خبر أبى داود عن جبير بن مطعم التقبيب وهو لا يستلزم الأستدارة من جميع الجوانب كما في الفلك ولا بد لها من دليل منفصل ثم أن القوم إلى الان بل إلى أن ينفخ في الصور لا دليل لهم على حصر الافلاك في تسعة ولا على أن التاسع اطلس لا كوكب فيه وهو غير الكرسى على الصحيح فقد قال ابن جرير : قال أبو ذر رضى الله تعالى عنه : سمعت رسول الله A يقول : ما الكرسى في العرش إلا كحلقة من حديد القيت بين ظهرى فلاة من الأرض .
وروى ابن أبى شيبه في كتاب صفة العرش والحاكم في مستدركه وقال : أنه على شرط الشيخين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : الكرسى موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى وقد روى مرفوعا والصواب وقفه على الحبر وقيل : العرش كناية عن الملك والسلطان وتعقبه ذلك البعض بأنه تحريف لكلام الله تعالى وكيف يصنع قائل ذلك بقوله تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ايقول ويحمل ملكه تعالى يومئذ ثمانية وقوله E فاذا انا بموسى اخذ بقائمة من قوائم العرش ايقول إخذ بقائمة من قوائم المللك وكلا القولين لا يقولهما من له ادنى ذوق وكذا يقول : ايقول في : اهتز عرش الرحمن الحديث اهتز ملك الرحمن وسلطانه وفيما رواه البخارى وغيره عن أبى هريرة مرفوعا لما قضى الله تعالى الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش أن رحمتى سبقت غضبى فهو عنده سبحانه وتعالى فوق الملك والسلطان وهذا كذينك القولين والاستواء على الشئ جاء بمعنى الأرتفاع والعلو عليه وبمعنى الاستقرار كما في قوله تعالى واستوت على الجودى ولتستوا واعلى طهوره وحيث كان ظاهر ذلك مستحيلا عليه