من مراعاة الفواصل وكل ذلك إلى قوله تعالى له الأسماء الحسنى مسوق لتعظيم شأن المنزل D المستتبع لتعظيم المنزل الداعى إلى ازتنزال المتمردين عن رتبة العلو والطغيان واستمالتهم إلى التذكر والأيمان .
الرحمن رفع على المدح أي هو الرحمن .
وجوز ابن عطيه أن يكون بدلا من الضمير المستتر في خلق وتعقبه أبو حيان فقال : ارى أن مثل هذا لا يجوز لأن البدل يحل محل المبدل منه ولا يحل ههنا لئلا يلزم خلو الصلة من العائد اه ومنع بعضهم لزوم اطراد الحلول ثم قال : على تسليمه يجوز اقامة الظاهر مقام الضمير العائد كما في قوله : وانت الذي في رحمة الله اطمع .
نعم اعتبار البدلية خلاف الظاهر وجوز أن يكون مبتدأ واللام للعهد والأشارة إلى الموصول وخبره قوله تعالى على العرش استوى .
5 .
- ويقدر هو ويجعل خبرا عنه على احتمال البدلية وعلى الاحتمال الأول يجعل خبرا بعد خبر لما قدر اولا على ما في البحر وغيره وروى جناح بن حبيش عن بعضهم أنه قرأ الرحمن بالجر وخرجه الزمخشرى على أنه صفه لمن وتعقبه أبو حيان بأن مذهب الكوفيين أن الأسماء النواقص التى لا تتم إلا بصلاتها كمن ومالا يجوز نعتها إلا الذي والتي فيجوز نعتهما فعندهم لا يجوز هذا التخريج فالاحسن أن يكون الرحمن بدلا من من وقد جرى في القرآن مجرى العلم في وقوعه بعد العوامل وقيل : أن من يحتمل أن تكون نكره موصوفة وجملة خلق صفتها و الرحمن صفة بعد صفة وليس ذاك من وصف الأسماء النواقص التي لا تتم إلا بصلاتها غاية ما في الباب أن فيه تقديم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد وهو جائز اه وهو كما ترى .
وجملة على العرش استوى على هذه القراءة خبر هو مقدرا والجار والمجرور على كل الاحتمالات متعلق باستوى قدم عليه لمراعاة الفواصل و العرش في اللغة سرير الملك وفي الشرع سرير ذو قوائم له حملة من الملائكة عليهم السلام فوق السموات مثل القبة ويدل على أن له قوائم ما أخرجاه في الصحيحين عن أبى سعيد قال : جاء رجل من اليهود إلى النبى صلى الله عليه وسلّم قد لطم وجهه فقال : يا محمد رجل من اصحابك قد لطم وجهى فقال النبى E : ادعوه فقال : لم لطمت وجهه فقال : يا رسول الله انى مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر فقلت : يا خبيث وعلى محمد A فاخذتنى غضبة فلطمته فقال النبى A : لا تخيروا بين الأنبياء فان الناس يصعقون واكون أول من يفيق فاذا انا بموسى عليه السلام اخذ بقائمة من قوائم العرش فلا ادرى افاق قبلى ام جوزى بصعقة الطور وعلى أن له حملة من الملائكة عليهم السلام قوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به .
وما رواه أبو داود عن النبى A أنه قال : اذن لى أن احدث عن ملك من ملائكة الله D من حملة العرش أن ما بين اذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة وعلى أنه فةق السموات مثل القبة ما رواه أبو داود أيضا عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه عن جده قال : اتى رسول الله A اعرأبى فقال : يا رسول الله جهدت الانفس ونهكت الأموال أو هلكت فاستسق لنا فانا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله تعالى عليك فقال رسول الله A : ويحك اتدرى ما تقول وسبح رسول الله A فما زال يسبح حتى عرف ذلك