ذاهب مثلا كل واحد منكم ذاهب وليس ذلك مراعاة للفظ والالجاز القوم ذاهب لأن كلا من كل والقوم اسم جمع مفرد اللفظ اه وفي البحر يحتاج في اثبات كلكم ذاهبون بالجمع إلى نقل عن العرب والزمخشري في تفسير هذه الآية استعمل الجمع وحسن الظن فيه أنه وجد ذلك في كلامهم وإذا حذف المضاف اليه المعرفة فالمسموع من العرب الوجهان ولا كلام في ذلك .
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا .
96 .
- أي مودة في القلوب لايمانهم وعملهم الصالح والمشهور أن ذلك الجعل في الدنيا فقد أخرج البخارى ومسلم والترمذى وعبد بن حميد وغيرهم عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : إذا احب الله تعالى عبدا نادى جبريل انى قد احببت فلانا فاحبه فينادى في السماء ثم تنزل له المحبة في الأرض فذلك قول الله تعالى ان الذين آمنوا الآية والتعرض لعنوان الرحمانية لما أن الموعود من آثارها والسين لأن السورة مكية وكانوا ممقوتين حينئذ بين الكفرة فوعدهم سبحانه ذلك ثم نجزه حين كثر الاسلام وقوى بعد الهجرة وذكر أن الآية نزلت في المهاجرين إلى الحبشة مع جعفر بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وعد سبحانه أن يجعل لهم محبة في قلب النجاشى .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردوية عن الرحمن بن عوف أنه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق اصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة وعقبة بن ربيعه وامية بن خلف فانزل الله تعالى هذه الآية وعلى هذا تكون الآية مدنية وأخرج ابن مردوية والديلمى عن البراء قال : قال رسول الله A لعلي كرم الله تعالى وجهه : قل اللهم اجعل لى عندك عهدا واجعل لى في صدور المؤمنين ودا فانزل الله سبحانه هذه الآية وكان محمد بن الحنفية رضى الله تعالى عنه يقول : لا تجد مؤمنا إلا وهو يحب عليا كرم الله تعالى وجهه وأهل بيته .
وروى الامامية خبر نزولها في على كرم الله تعالى وجهه عن ابن عباس والباقر وايدوا ذلك بما صح عندهم أنه كرم الله تعالى وجهه قال : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفى هذا على أن يبغضنى ما ابغضنى ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبنى ما احبنى وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق والمراد المحبة الشرعية التي لا غلو فيه وزعم بعض النصارى حبه كرم الله تعالى وجهه فقد انشد الأمام اللغوى رضى الدين أبو عبد الله محمد بن على بن يوسف الانصارى الشاطى لابن اسحق النصرانى الرسغنى : عدى وتيم لا احاول ذكرهم بسوء ولكنى محب لهاشم وما تعترينى في على ورهطه إذا ذكروا في الله لومة لائم يقولون مابال النصارى تحبهم وأهل النهى من اعرب واعاجم فقلت لهم انى لاحسب حبهم سرى في قلوب الخلق حتى البهائم وانت تعلم أنه إذا صح الحديث ثبت كذبه واظن أنه نسبة هذه الأبيات للنصرانى لا اصل لها وهى من ابيات الشيعة بيت الكذب وكم لهم مثل هذه المكايد كما بين في التحفة الاثنى عشرية والظاهر أن الآية على هذا مدنية ايضا ثم العبرة على سائر الروايات في سبب النزول بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وذهب الجبائى إلى أن ذلك في الآخرة فقيل في الجنة إذ يكونون اخوانا على سرر متقابلين وقيل :