أن الفطر من عوارض الجسم الصلب بناء على ما في القاموس من أن الصدع شق في شئ صلب .
وقرأ نافع والكسائى وابو حيوة والأعمش يكاد بالياء من تحت وتخر الجبال تسقط وتنهد هدا .
90 .
- نصب على أنه مفعول مطلق لتخر لأنه بمعنى تنهد كما اشرنا اليه واليه ذهب ابن النحاس وجوز أن يكون مفعولا مطلقا لتنهد مقدرا والجملة في موضع الحال وقيل : هو مصدر بمعنى المفعول منصوب على الحال من هد المتعدى أي مهدودة وجوز أن يكون مفعولا له أي لانها تنهد على أنه من هد اللازم بمعنى انهدم ومجيئه لازما مما صرح به أبو حيان وهو امام اللغة والنحو فلا عبرة ممن انكره وحينئذ يكون الهد من فعل الجبال فيتحد فاعل المصدر والفعل المعلل به وقيل : أنه ليس من فعلها لكنها إذا هدها أحد يحصل لها الهد فصح أن يكون مفعولا له وفي الكلام تقرير لكون ذلك ادا والكيدودة فيه على ظاهرها من مقاربة الشئ وفسرها الأخفش هنا وفى قوله تعالى : اكاد اخفيها بالأرادة وانشد شاهدا على ذلك قول الشاعر : كادت وكدت وتلك خير ارادة لو عاد من زمن الصبابة ما مضى ولاحجة له فيه والمعنى أن هول تلك الكلمة الشنعاء وعظمها بحيث لو تصور بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام وتفرقت اجزاؤها من شدتها أو أن حق تلك الكلمة لو فهمتها تلك الجمادات العظام أن تنفطر وتنشق وتخر من فظاعتها وقيل : المعنى كادت القيامة أن تقوم فان هذه الأشياء تكون حقيقة يوم القيامة وقيل : الكلام كناين عن غضب الله تعالى على قائل تلك الكلمة وانه لولا حلمه سبحانه وتعالى لوقع ذلك وهلك القائل وغيره أي كدت افعل ذلك غضبا لولا حلمى .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : أن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكدن أن يزلن منه تعظيما لله تعالى وفيه اثبات لتلك الأجرام والأجسام لائق بهن وقد تقدم ما يتعلق بذلك وفي الدار المنثور في الكلام على هذه الآية أخرج احمد في الزهد وابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابو الشيخ في العظمة وابن أبى حاتم والطبرانى والبيهقى في شعب الأيمان من طريق عون عن ابن مسعود قال : أن الجبل لينادى الجبل بايمه يا فلان هل مر بك اليوم أحد ذاكر لله تعالى فاذا قال : نعم استبشر قال عون : افلا يسمعن الزور إذا قيل ولا يسمعن الخير هن للخير اسمع وقرأ وقالوا الآيات اه وهو ظاهر في الفهم .
وقال ابن المنير : يظهر لى في الآية معنى لم اره لغيرى وذلك أن الله سبحانه وتعالى قد استعار لدلالة هذه الأجرام على وجوده D موصوفا بصفاي الكمال الواجبة له سبحانه أن جعلها مسبحه بحمدة قال تعالى : تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وان من شئ إلا يسبح بحمده ومما دلت عليه السموات والأرض والجبال بل وكل ذرة من ذراتها أن الله تعالى مقدس عن نسبة الولد اليه : وفي كل شئ له اية تدل على أنه واحد فالمهتقد نسبة الولد اليه D قد عطل دلالة هذه الموجودات على تنزيه الله تعالى وتقديسه فاستعير لابطال ما فيها من روح الدلالة التي خلقت لأجلها ابطال صورها بالهد والانفطار والانشقاق اه