ما لا يقادر قدره والنار من عدله تعالى وقوله : أنه غير مناسب لمقام التهديد مع ما فيه من المنع يرد عليه أن الكلام مبني على التقابل وانه على المشاكلة في قولهم اى الفريقين خير مقاما واحسن نديا فوعد هؤلاء ليس لمجرد تهديد أولءك بل مقصود لذاته قاله في الكشف .
وقال صاحب الفرائد ما قاله الزمخشري بعيد عن الطبع والأستعمال وليس في كلامهم ما يشد له ويمكن أن يقال : المراد ثواب الأعمال الصالحة في الاخرة خير من ثوابه في الدنيا وهو ما حصل لهم منها من الخير بزعمهم ومما اوتوا من المال والجاه والمنافع الحاصلة منهما اه ورد انكاره له بأن الزجاج ذكره في قوله تعالى اذلك خير ام جنة الخلد التي وعد المتقون وان له نظائر والبعد عن الطبع في حيز المنع .
وقال بعض المحققين أن افعل في الآية للدلالة على الاتصاف بالحدث وعلى الزيادة المطلقة كما قيل في يوسف عليه السلام احسن اخوته وهي احدى حالاته الاربع التي ذكرها بعض علماء العربية فالمعنى أن ثوابهم ومردهم متصف بالزيادة في الخيرية على المتصف بها بقطع النظر عن هؤلاء المفتخرين بدنياهم فلا يلزم مشاركتهم في الخيرية فتامل والجملة على ما ذهب اليه أبو السعود على تقديرى الاستئناف والعطف فيما قبلها مستأنفه وارده من جهته تعالى لبيان فضل اعمال المهتدين غير داخلة في حيز الكلام الملقن بقوله سبحانه عند ربك وقال العلامه الطيبي : الذي يقتضيه النظم الكريم أن هذه الجملة تتميم لمعنى قوله سبحانه ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ومجتملة على تسلية قلوب المؤمنين مما عسى أن يختلج فيها من مفاخرة الكفره شئ كما أن قوله تعالى حتى إذا راوا إلى جندا تتميم لوعيدهم وكلاهما من تتمه الأمر بالجواب عن قولهم اى الفريقين خير مقاما واحسن نديا وجعل التعبير بخير واردا على طريق المشاكلة وما ذكره من كون ذلك من تتمة الجواب هو المنساق إلىالذهن إلا أن ظاهر الخطاب يأباه وقد يتكلف له ولعل قد اسلفنا في هذه السورة ما ينفعك في أمره فتذكر .
افرايت الذي كفر باياتنا أي باياتنا التي من جملتها ايات البعث أخرج البخارى ومسلم والترمذي والطبراني وابن حيان وغيرهم عن خباب بن الارت قال : كنت رجلا قينا وكان لى العاصى بن وائل دين فاتيته اتقاضاه فقال : لا والله لا اقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلّم فقلت : لا والله لا اكفر بمحمد A حتى تموت ثم تبعث قال : فانى إذا مت ثم بعثت جئتنى ولى ثم مال وولد فاعطيك فانزل الله تعالى افرايت الخ .
وفي رواية أن خبابا قال له لا والله لا اكفر بمحمد A حيا ولا ميتا ولا إذا بعثت فقال العاصى : فاذا بعثت جئتنى الخ وفي رواية أن رجلا من اصحاب النبى A اتوه يتقاضون دينا لهم عليه فقال : الستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ومن كل الثمرات قالوا : بلىقال : موعدكم الاخرة والله لاوتين مالا وولدا ولاوتين مثل كتابكم الذي جئتم به فنزلت وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وقد كانت له اقوال تشبه ذلك وقال أبو مسلم : هي عامة في كل من له هذه الصفة والأول هو الثابت في كتب الصحيح والهمزة للتعجيب من حال ذلك الكافر والايذان بانها من الغرابة والشناعة بحيث يجب أن ترى ويقضى منها العجب والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي انظرت فرايت الذى كفر بايتنا الباهرة التي حقها أن يؤمن بها كل من وقف عليها وقال