خلاف ابي على فانه لايجيزه وانت تعلم أيضا بعد اصلاح أمر انقطاع القول حين الموت وعدم امتداده إلىيوم القيامة أن اعتبار استمرار القول وتكرره لايتم بدون اعتبار استمرار التلاوة لوقوع القول في حيز جواب إذا وهو كما ترى .
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى كلام مستأنف سيق لبيان حال المهتدين اثر بيان حال الضالين كما اختاره أبو السعود واختاره الزمخشري وتبعه أبو البقاء أنه عطف على موضع فايمدد الخ ولم يجوزه أبو حيان سواءا كان فليمدد دعاء أو خبرا في سورة الطلب لأنه في موضع الخبر أن كانت من موصوله وفي موضع الجزاء أن كانت شرطية وموضع المعطوف موضع المعطوف عليه والجملة التي جعلت معطوفه خاليه من ضمير يربط الخبر بالمبتدأ والجواب بالشرط وقيل عليه أيضا أن العطف غير منايب من غير المعنى كما أنه غير مناسب من جهة الأعراب إذ لا يتجه أن يقال : من كان في الضلالة يزيد الله الذين اهتدوا هدى وأجيب عن هذا بأن المعنى من كان في الضلالة زيد في ضلالته وزيد في هداية اعداءه لأنه مما يغيضه وعما سبق بأن من شرطية لا موصولة واشتراط ضمير يعود من الجزاء على اسم الشرط غير الظرف ممنوع وهو غير متفق عليه عند النحاة كما في الدر المصون مع أنه مقدر كما سمعت ولا يخفى أن هذا العطف لا يخلو عن تكلف واختار البيضاوي أنه عطف على مجموع قوله تعالى من كان في الضلالة فليمدد الخ ليتم التقابل فانه صلى الله تعالى عليه وسلم أمر أن يجبهم عن قولهم للمؤمنين أي الفريقين الخ فاليات بذكر القسمين اصالة قال الطيبى : فكانه قيل : قل من كان في الضلالة من الفريقين فليمهله الله تعالى وينفس في مدة حياته ليزيد في الغي ويجمع الله تعالى له عذاب الدارين ومن كان في الهدايا منهما يزيد الله تعالى هدايته ويجمع سبحانه له خير الدارين وهذا الجواب من الأسلوب الحكيم وفيه معنى قول حسان : اتهجوه ولست له بكفء فشركما لخير كما في ذا في الدعاء والأحتراز عن المواجه وفي الكشف أن هذا أولى مما اختاره الزمخشري والباقيات الصالحات قد تقدمت الأقوال الماثور في تفسيرها واختير انها الطاعات التي تبقى فوائدها وتدوم عوائدها لعمومه وكلها خير عند ربك ثوابا بمعناه المتعارف وقيل : عائدة مما متع به الكفرة من النعم المخدجة الفانية التي يفتخرون بها وخير من ذلك أيضا مردا .
76 .
- أي مرجعا وعاقبه لأن عاقبتها المسرة الأبدية والنعيم المقيم وعاقبة ذلك الحسرة السرمدية والعذاب الاليم وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الأضافة إلىضميره صلى الله تعالى عليه وسلم من اللطف والتشريف ما لا يخفى وتكرير الخير لمزيد الأعتناء ببيان الخيرية وتاكيدها لها وفي الآية على ما ذكره الزمخشري ضرب من التهكم بالكفرة حيث أشارة تاى تسمية جزاءه ثوابا ومفاضلة على ما قال على طريقة الصيف احر من الشتاء أي ابلغ في حرة من الشتاء في برده وليست على التهكم لانك لو قلت : النار خير من الزمهرير أو بالعكس تهكما كان التهكم على بابه في المفضل والمفضل عليه وذلك مما لا يتمشى فيما نحن فيه وحاصل ما اراده أن المراد ثواب هؤلاء ابلغ من ثواب أولئك أي عقابهم وقول صاحب التقريب فيه : أنه غير معلوم جرابة كيف لا وقد سبقت الرحمة الغضب وفي الجنة من الضعف والأفضال