المعنى من كان في الضلالة فلا عذر له فقد امعلع الرحمن ومد له مدا وجوز أن يكون ذلك للاستدراج كما ينطق به قوله تعالى انما نملى لهم ليزدادوا إثما وحاصل المعنى من كان في الضلالة فعادة الله تعالى أن يمدله ويستدرجه ليزداد اثما وقيل : المراد الدعاء بالمد اظهارا لعدم بقاء عذر بعد هذا البيان الواضح فهو على اسلوب ربنا ليضلوا عن سبيلك أن حمل على الدعاء قال في الكشف : الوجه الأول اوفق بهذا المقام والتعرض لعنوان الرحمانية لما أن المدمن احكامها حتى إذا راوا ما يوعدون إلىاخره غاية للمد وجمع الضمير في الفعلين باعتبار معنى من كما أن الأفراد في الضميرين الأولين باعتبار لفظها وما اسم موصول والجملة بعده صلة والعائد محذوف أي الذي يوعدونه واعتبار ما مصدرية خلاف الظاهر .
وقوله تعالى : اما العذاب وأما الساعة بدل من ما وتفصيل للموعود على طريق منع الخلو والمراد بالعذاب العذاب الدنيوي بغلبة المؤمنين واستيلائهم عليهم والمراد بالساعة قيل : يوم القيامة وهو الظاهر .
وقيل : ما يشنل حين الموت ومعاينة العذاب ومن مات فقد قامت قيانته وذلك لتتصل الغاية بالمغيا فان المد لا يتصل بيوم القيامة وأجيب بأن أمر الفاصل سهل لأن امور هذه الدنيا لزوالها وتقضيها لا تعد فاصلة كما قيل : ذلك في قوله تعالى : اغرقوا فادخلوا نارا وقوله تعالى : فسيعلمون جواب الشرط وهما في الحقيقة الغاية أن قلنا : أن المجموع هو الكلام أو مفهومه فقط أن قلنا : أنه هو الكلام والشرط ايد له حتى عند ابن مالك جارة وهي لمجرد الغاية لاجارة ولا عاطفة عند الجمهور وهكذا هي كلما دخلت على إذا الشرطية وهي منصوبة بالشرط أو الجزء على الخلاف المشهور والجملة مستأنفة لا محل لها من الأعراب والمراد حتى إذا عاينوا ما يوعدون من العذاب الدنيوي أو الاخروى فقط فسيعلمون حينئذ من هو شر مكانا من القريقين بأن يشاهدوا الأمر على عكس ما كانوا يقدرونه فيعلمون أنه شر مكانا لاخير مقاما وفي التعبير في المكان هنا دون المقام المعبر به هناك مبالغة في اظهار سوء حالهم واضعف جندا .
75 .
- أي فئة وانصارا لا احسن نديا ووجه التقابل أن احسن الندى باجتماع وجوه القوم واعيانهم وظهور شوكتهم واستظهارهم .
وقيل : أن المراد من الندى هناك من فيه كما يقال المجلس العالى للتعظيم وليس المراد ام له ثمة جندا ضعيفا كلا ولم يكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا وإنما ذكر ذلك ردا لما كانوا يزعمونه من أن لهم اعوانا من شركائهم والظاهر أن من موصولة وهي في محل نصب مفعول يعلمون وتعدى إلىواحد لأن العلم بمعنى المعرفة وجملة هو شر صلة الموصول وجوز أبو حيان كونها استفهاميه والعلم على بابه والجملة في موضع نصب سادة مسد المفعولين وهو عند أبى البقاء فصل لا مبتدأ .
وجوز الزمخشري وظاهر صنيعه اختياره أن يكون ما تقدم غاية لقول الكفرة أي الفريقين خير الخ وقوله تعالى : كم أهلكنا الخ وقل من كان الخ جملتان معترضتان للانكار عليهم أي لا يبرحون يقولون هذا القول ويتولعون به لا يتكافون عنه إلىان يشاهدوا الموعود راى عين أما العذاب في الدنيا بايدي المؤمنين وأما يوم القيامة وما يناله فيه من الخزي والنكال فحينئذ يعلمون فان الأمر على عكس ما قدروه وتعقبه في البحر بأنه في غاية البعد لطول الفصل بين الغاية والمغيا مع أن الفصل بجملتي اعتراض فيه