وقال بعضم : إن المحاسبه تكون حول جهنم فيجثون لمخاصمة بعضهم بعضا ثم يتبرأ بعضهم من بعض وقال السدى : يجثون لضيق المكان بهم فالحال على القولين مقدرة بخلافه على ما تقدم وقيل : انها عليه مقدرة أيضا لأن المراد الجثى حول جهنم ومن جعل الضمير للكفرة وغيرهم قال : أنه يحضر السعداء والأشقياء حول جهنم ليرى السعداء ما نجاهم الله تعالى منه فيزدادوا غبطى وسرور أو ينال الأشقياء ما ادخروا لمعادهم ويزدادوا غيضا من رجوع السعداء عنهم إلىدار الثواب وشماتتهم بهم وجثون كلهم ئم لما يداهمهم من هول المطلع لضيق المكان أو لأن ذلك من توابع التواقف للحساب والتقأول قبل الوصول إلىالثواب والعقاب وقيل أنهم يجثون على ركبهم اظهارا للذل في ذلك الموطن العظيم ويدل على جثى جميع أهل الموقف ظاهر قوله تعالى وترى كل امه جاثيه لكن سيأتي قريبا أن شاء الله تعالى ما هو ظاهر في عدم جثي الجميع من الأخبار والله أعلم والحال قيل : مقدرة وقيل : غير مقدرة إلا أنه اسند ما للبعض إلىالكل وجعلها مقدرة بالنسبة إلىالسعداء وغير مقدرة بالنسبة إلىالأشقياء لا يصح وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه فسر جثيا بجماعات على أنه جمع جثوا وهو المجموع من التراب والحجارة أي لنحضرنهم جماعات ثم لتنزعنا من كل شيعة أي جماعه تشايعة وتعاونة على الباطل أو شاعة وتبعت الباطل على ما يقتضيه كون الآية في الكفرة أو جماعة شاعت دينا مطلقا على ما يقتضيه كونها في المؤمنين وغيرهم أيهم أشد على الرحمن عتيا .
69 .
- أي نبوة عن الطاعه وعصيانا وعن ابن عباس جراءة وعن مجاهد كفرا وقيل : افتراء بلغة تميم والجمهور على التفسير الأول وهو على سائر التفاسير مصدر وفيه القراءتان السابقتان في جثيا .
وزعم بعضهم أنه فيهما جمع جاث وهو خلاف الظاهر هنا والنزع الأخراج كما في قوله تعالى ونزع يده والمراد استمرار ذلك أي انا نخرجوا ونفوز من كل جماعه من جماعات الكفر اعصاهم فاعصاهم إلىان يحاط بهم فاذا اجتمعوا طرحناهم في النار على الترتيب نقدم أولاهم بالعذاب فأولاهم وذلك قوله تعالى : ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا .
70 .
- فالمراد بالذين هم أولى المنتزعون باعتبار الترتيب وقد يراد بهم أولئك باعتبار المجموع فكانه قيل : ثم لنحن أعلم بتصلية هؤلاء وهم أولى بالصلى من بين سائر الصالحين ودركاتهم اسفل وعذابهم أشد ففي الكلام إقامة الظهر مقام المضمر وفسر بعضهم النزع بالرمى من نزعت السهم عن القوس أي رمته فالمعنى لنرمين فيها الاعصى فالاعصى من كل طائفة من تلك الطوائف ثم لتحن أعلم بتصليتهم وحمل الآية على البداء بالأشد فالأشد مروى عن ابن مسعود رضى الله الله تعالى عنه .
وجوز أن يراد بأشدهم عتيا رؤساء الشيع وائمتهم لتضاعف جرمهم بكونهم ضلالا مضلين قال الله نعالى : الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم .
وأخرج ذلك ابن أبى حاتم عن قتادة وعليه لا يجب الأستمرار والاحاطة واورد على القول بالعموم أن قوله تعالى أشد عتيا يقتضى اشتراك الكل في العتى بل في أشديته وهو لا يناسب المؤمنين وأجيب عنه بأن ذلك من نيبة ما للبعض إلىالكل والتفضيل على طائفة لا يقتضى مشاركة كل فرد فرد فاذا قلت هو اشجع العرب لا يلزمه وجود الشجاعة في جميع أفرادهم وعلى هذا يكون في الآية ايماء إلىالتجاوز عن الكثير حيث خص الذلب بالأشد معصية و أيهم مفعول ننزعن وهو اسم موصول بمعنى الذي مبنى على الضم محله