فيما جرى عليه من شؤون التكوين المانعة عن القول المذكور وهو السر في اسناده الجنس اوالى الفرد بذلك العنوان على ما قيل والهمزة للانكار التوبيخي وهي على أحد المذهبين المشهورين في مثل هذا التركيب داخلة على محذوف ماعطوف عليه ما بعد والتقدير ههنا ايقول ذالك ولا يذكر ان خلقناه من قبل اي من قبل الحالة التي هو فيها وهي حالة بقائه وقيل أي من قبل بعثه ولم يك شيا .
67 .
- اي والحال أنه لم يكن حين اذن موجودا فحيث خلقناه وهو في تلك الحاله المنافيه للخلق بالكليه مع كونه ابعد من الوقوع فلان نبعثه باعاده ماعدم منه وقد كان متصفا بالوجود في وقت على مااختره بعض أهل السنه أو بجمع المواد المتفرقه وايجاد مثل ما كان فيها من الأعراض على ما اختاره بعض أخر منهم أيضا أولى واظهر فماله لا يذكره فيقع فيما يقع فيه من النكير وقيل : أن العطف على يقول المذكور سابقا والهوزة لانكار الجمع لدخولها على الواو المفيدة له ولا يخل ذلك بصدارتها لانها بالنسبة إلىجملتها فكانه قيل ايجمع بين القول المذكور وعدم الذكر : ومحصلة ايقول ذلك ولا يذكر انا خلقناه الخ .
وقرأ غير واحد من السبعة يذكر بفتح الذال والكاف وتشديدهما واصله يتذكر فادغام التاء في الذال وبذلك قرأ أبى فوربك اقسامه باسمه عزت اسماؤه مضافا إلىضميره صلى الله عليه وسلّم لتحقيق الأمر بالأشعار بعلته وتفخيم شأنه عليه الصلاة السلام ورفع منزلته لتحشرتهم أي لتجمعن القائلين ما تقدم بالسوق إلىالمحشر بعدما أخرجناهم احياء وفي القسم على ذلك دون البعث اثباته له على ابلغ وجه واكده كأنه أمر واضح غنى عن التصريح به بعد بيان امكانه بما تقدم من الحجة البالغة وإنما المحتاج إلىالبيان ما بعد ذلك من الاهوال وكون الضمير للكفرة القائلين هو الظاهر نظرا إلىالسياق واليه ذهب ابن عطيه وجماعة ولا ينافى ذلك ارادة الواحد من الانسان كما لا يخفى .
واستظهر أبو حيان أنه للنلس كلهم مؤمنهم وكافرهم والشياطين معطوف على الضمير المنصوب أو مفعول معه روى أن الكفرة يحشرون مع قرنائهم من الشياطين الذين كانوا يفووتهم كل منهم مع شيطانه في سلسلة ووجه ذلك على تقدير عود الضمير للناس أنهم لما حشروا وفيهم الكفرة مقرونين بالشياطين فقد حشروا معهم جميعا على طرز ما قبل في نسبة القول إلىالجنس وقيل : يحشر كل واحد من التاس مؤمنهم وكافرهم مع قرينه من الشياطين ولا يختص الكافر بذلك وقد يستانس له بما في الصحيحين عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه مرفوعا ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه من الجن قالوا : واياك يا رسول الله قال : واياى إلا أن الله تعالى أعاننى عليه فاسلم فلا يأمرنى إلا بخير ثم لتحضرنهم حول جهنم جثيا .
68 .
- بلركيت على الركب واصله جثوو بواوين فاستثقل اجتماعهما بعد ضمتين فكسرت الثاء للتخفيف فائقلبت الواو الأولى ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فاجتمعت واو وياء وسبقت احداهما بالسكون فقلبت الواو ياء فادغمت الياء بالياء وكسرت الجيم اتباعا لما بعدها .
وقرأ غير واحد من السبعه بضمها وهو جمع جاث في القراءتين وجوز الراغب كونه مصدرا نظير ما قيل في بكى وقد مر ولعل إحضار الكفرة بهذه الحال اهانا لهم أو لعجزهم عن القيام لما اعتراهم من الشدة