معنى الثبات للعبادة فيما تورد عليه من الشدائد والمشاق كقولك للمبارز : اصطبر لقرنك أي اثبت له فيما يورد عليك من شداته وفيه أشارة إلىما يكابد من المجاهدة وان المستقيم من ثبت لذلك ولم يتزلزل وشمة من معنى رجعنا من الجهاد الأصغر إلىالجهاد الأكبر .
هل تعلم له سميا .
65 .
- أي مثلا كما جاء في رواية جماعة عن ابن عباس ومجاهد وابن جبير وقتادة واصله الشريك في السم وإطلاقه على ذلك لأن الشركة في الأسم تقتضى المماثلة وقال ابن عطية : السمى على هذا بمعنى المسامى والمضاهى وابقاه بعضهم على الأصل وأستظهر أن يراد ههنا الشريك في اسم خاص قد عبر عنه تعالى بذلك وهو رب السموات والأرض وقيل : المراد هو الشريك في الأسم الجليل فان المشركين مع غلوهم في المكابره لم يسموا الصنم بالجلالة أصلا وقيل : المراد هو الشريك فيما يختص به تعالى في الأسم الجليل والرحمن ونقل ذلك عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ايضا وقيل : هو الشريك في اسم الاله والمراد بالتسمية التسمية على الحق وأما التسمية على الباطل فهي كلا تسمية وأخرج الطستى عن ابن عباس أن نافع ابن الازرق سأله عن ذلك فقال : السمي الولد وانشد له قول الشاعر : أما السمى فانت منه مكثر والمال مال يغتدى ويروح وروى ذلك أيضا عن الضحاك واياما كان فالمراد بانكار العلم ونفيه إنكار المعلوم ونفيه على أبلغ وجه واكده والجملة تقرير لوجوب عبادته D وان اختلف على اعتبار حسب اختلاف الأقوال فتدبر .
وقرأ الأخوان وهشام وعلي بن نصر وهرون كلاهما عن أبى عمرو والحسن والأعمش وعيسى وابن محيصن هتعلم بادغام اللام في التاء وهو على ما قال أبو عبيدة لغة كالاظهار وانشدوا لذلك قول مزاحم العقيلي : فذرذا ولكن هتعين متيما على ضوء برق أخر الليل ناصب ويقول الانسان إذا ما مات لسوف أخرج حيا .
66 .
- أخرج ابن المنذر عن ابن جريج انها نزلت في العاصي بن وائل وعن عطاء عن ابن عباس انها نزلت في الوليد بن المغيرة وقيل : في أبى جهل وعن الكلبي انها في أبى ابن خلف اخذ عظما باليا فجعل يفته بيده ويذريه في الريح ويقول : زعم فلان انا نبعث بعد أن نموت ونكون مثل هذا أن هذا شئ لايكون أبدا فال في الانسان على ما قيل للعهد والمراد به أحد هؤلاء الأشخاص وقيل : المراد بالانسان جماعه معينون وهم الكفره المنكرون للبعث .
وقال غير واحد : يجوز أن تكون ال للجلس ويكون هناك مجاز في الطرف بأن يطلق جنس الانسان ويراد بعض أفراده كما يطلق الكل على بعض اجزائه أو يكون هنالك مجاز في الاسناد بأن يسند إلىالكل ما صدر عن البعض كما يقال : بنو فلان قتلوا قتيلا والقاتل واحد منهم ومن ذلك قوله : فسيف بنى عبس وقد ضربوا نبا بيدى ورقاء عن راس خالد واعترض هذا بأنه يشترط لصحة ذلك الاسناد رضا الباقين بالفعل أو مساعدتهم عليه حتى يعد كأنه صدر منه ولا شك أن بقية أفراد الانسان من المؤمنين لم يرضوا بهذا القول واجاب بعض مشترطي ذلك للصحة بأن الانكار مركوز في طبائع الكل قبل النظر في الدليل فالرضا حاصل بالنظر إلىالطبع والجبلة .
وقال الخفاجي : الحق عدم اشتراط ذلك لصحته وإنما يشترط لحسنه نكته يقتضيها مقام الكلام