قال E له : إلى اين المظهر يا أبا ليلى قال إلى الجنة يا رسول الله قال : اجل أن شاء الله تعالى .
وعن قتادة أنه عليه السلام يعبد الله تعالى مع الملائكه عليهم السلام في السماء السابعة ويرتع تاره في الجنة حيث شاء واكثر القائلين برفعة حسا قائلون بأنه حي حيث رفع وعن مقاتل أنه ميت في السماء وهو قول شاذ وسبب رفعه على ما روى عن كعب وغيره أنه مر ذات يوم في حاجة فاصابه وهج الشمس فقال : يارب انى مشيت يوما في الشمس فاصابني منها ما اصابني فكيف بمن يحملها مسيرة خمسمائة عام في يوم واحد اللهم خفف عنه من ثقلها وحرها فلما اصبح الملك وجد من خفة الشمس وحرها مالا يعرف فقال : يارب خلقتني لحمل الشمس فماذا الذي قضيت فيه قال : أن عبدى ادريس سألني أن اخفف عنك حملها وحرها فاجبته قال : يارب فاجمع بينى وبينه واجعل بينى وبينه خلة فاذن له حتى اتى ادريس ثم أنه طلب منه رفعه إلى السماء فاذن الله تعالى له بذلك فرفعه وأخرج ابن المنذر عن عمر مولى عفره يرفع الحديث إلى النبى صلى الله عليه وسلّم قال : ان ادريس كان نبيا تقيا زكيا وكان يقسم دهره على نصفين ثلاثة ايام يعلم الناس الخير واربعة ايام يسيح في الأرض ويعبد الله تعالى مجتهدا وكان يصعد من عمله وحده إلى السماء من الخير مثل ما يصعد من جميع اعمال بنى ادم وان ملك الموت احبه في الله تعالى فاتاه حين خرج للسياحه فقال له : يا نبي الله انى اريد أن تاذن لي في صحبتك فقال له ادريس وهو لا يعرفه : انك لن تقوى على صحبتى قال : بل انى ارجو أن يقوينى الله تعالى ذلك فخرج معه يومه ذلك حتى اذا كان من أخر النهار مره براعي غنم فقال ملك الموت : يا نبى الله إنا لاندري حيث نمسى فلو اخذنا جفرة من هذه الغنم فافطرنا عليها فقال له : لا تعد إلى مثال هذا اتدعوني إلى اخذ ما ليس لنا من حيث نمسى ياتينا الله تعالى برزق فلما امسى اتاه الله تعالى بالرزق الذي كان ياتيه فقال لملك الموت تقدم فكل فقال : لا والذي اكرمك بالنبوه مااشتهى فاكل وهده وقاما جميعا للصلاة ففتر ادريس ونعس ولم يفتر الملك ولم ينعس فعجب منه وصغرت عنده عبادته مما رأى ثم اصبحا فساحا فلم كان أخر النهار مرا بحديقة عنب فقال له مثل ما قال اولا فلما امسيا اتاه الله تعالى بالرزق فدعاه إلى الأكل فلم ياكل وقاما إلى الصلاة وكان من أمرهما ما كان اولا فقال له ادريس : لا والذي نفسى بيده ما انت من بنى ادم فقال : اجل لست منهم وذكر له أنه ملك الموت فقال : أمرت في بأمر فقال : لو أمرت فيك بأمر ما نظرتك ولكني احبك في الله تعالى وصحبتك له فقال له : انك معي هذه المدة لم تقبض روح احد من الخلق قال : بلى انى معك وانى اقبض نفس من أمرت بقبض نفسه في مشارق الأرض ومغاربها وما الدنيا كلها عند إلا كمائدة بين يدي الرجل يتناول منها ما شاء فقال له : ياملك الموت اسألك بالذي اجبتنى له وفيه إلا قضيت له حاجة اسألكها فقال : سلنى يا نبى الله فقال : احب أن تذيقني الموت ثم ترد علي روحي فقال : مااقدر إلا أن استأذن فستأذن ربه تعالى فأذن له فقبض روحه ثم ردها الله تعالى اليه فقال له ملك الموت : يا نبى الله كيف وجدت الموت قال : اعظم مما كنت احدث واسمع ثم سأله رؤية النار فانطلق إلى احد ابواب جهنم فنادى بعض خزنتها فلما علموا أنه ملك الموت ارتعدت فرائصهم وقالوا : أمرت فينا بأمر فقال لو أمرت فيكم بأمر ما ناظرتكم ولكن نبى الله تعالى ادريس سألني أن تروه لمحه من النار ففتحوا له قدر ثقب المخيط فاصابه ما صعق منه فقال ملك الموت : اغلقوا فغلقوا وجعل يمسح وجهه ادريس ويقول : يا نبى الله تعالى ما كنت احب أن يكون هذا حظك من صحبتي فلما افاق سأله كيف رايت قال : اعظم مما كنت احدث اواسمع ثم سأله أن يريه لمحه من الجنة ففعل نظير ما فعله قبل