أن يكون صاحب شريعة مستقلة فان اولاد ابراهيم عليهم السلام كانوا على شريعته وقد اشتهر خلافه بل اشترط بعضهم فيه أن يكون صاحب كتاب أيضا والحق أنه ليس بلازم وقيل : أن المراد بكونه صاحب شريعة أن يكون له شريعة بالنسبة إلى المبعوث اليهم واسماعيل عليه السلام كذلك لأنه بعث إلى جرهم بشريعة ابيه ولم يبعث ابراهيم عليه السلام اليهم ولا يخفى ما فيه وكان يامر أهله بالصلاة والزكاة اشتغالا بالاهم وهو أن يبدأ الرجل بعد تطميل نفسه بتكميل من هو اقرب الناس اليه قال الله تعالى وانذر عشيرتك الأقربين وأمر اهلك بالصلاة قوا انفسكم واهليكم نارا او قصدا إلى تكميل الكل بتكميلهم لانهم قدوة يؤتسى بهم .
وقال الحسن : المراد باهله امته لكون النبى بمنزله الأب لامته ويؤيد ذللك أن في مصحف عبد الله وكان يأمر قومه والمراد بالصلاة والزكاة قيل معناها المشهور وقيل : المراد بالزكاة مطلق الصدقةوحكى أنه عليه السلام كان يأمر أهله بالصلاة ليلاوالصدقة نهاراوقيل المراد بها تزكيةالنفس وتطهيرها وكان عند ربه مرضيا .
55 .
- لاستقامه اقواله وافعاله وهو اسم مفعول واصله مرضوو فأعل بقلب واوه ياء لانها طرف بعد واو ساكنة فاجتمعت الواو واليء وسبقت احداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وادغمت الياء في الياء وقلبت الضمة كسرة .
وقرأ ابن أبى عبله مرضوا من غير اعلال وعن العرب أنهم قالوا : ارض منسية ومنسوة وهي التي تسقى بالسواني واذكر في الكتاب إدريس هو نبى قبل نوح وبينهما على ما في المستدرك عن ابن عباس الف سنة وهو اخنوخ بن يرد مهلاييل بن انوش بن قينان بن شيت ابن ادم عليه السلام وعن وهب بن منبه أنه جد نوح عليه السلام والمشهور أنه جد ابيه فانه ابن لمك من متوشلخ بن اخنوخ وهو أول من نظر في النجوم والحساب وجعل الله تعالى ذلك من معجزاته على ما في البحر وأول من خط بالقلم وخاط الثياب ولبس المخمط وكان خياطا وكانوا قبل يلبسون الجلود وأول مرسل بعد ادم وقد انزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفه وأول من اتخذ الموازين والمكاييل والاسلحة فقاتل بني قابيل وعن ابن مسعود أنه الياس بعث إلى قومه أن يقولوا لا اله إلا الله ويعملوا ما شاؤا فابوا واهلكوا والمعول عليه الأول وان روى القول بأنه الياس ابن ابي حاتم بسند حسن عن ابن مسعود وهذا اللفظ سرياني عند الأكثرين وليس مشتقا من الدرس لأن الأشتقاق من غير العربي مما لم يقل به احد وكونه عربيا مشتقا من ذلك يرده منع صرفه نعم لا يبعد أن يكون معناه في تلك اللغة قريبا من ذلك فلقب به لكثرة دراسته انه كان صديقا نبيا .
56 .
- هو كما تقدم .
ورفعناه مكانا عليا .
57 .
- هو شرف النبوة والزلفى عند الله تعالى كما روى عن الحسن واليه ذهب الجبائي وابو مسلم وعن انس وابي سعيد الخدري وكعب ومجاهد السماء الرابعه وعن ابن عباس والضحاك السماء السادسة وفي روايه أخر عن الحسن الجنه لا شئ اعلا من الجنه وعن النابغه الجعدي أنه لما انشد رسول الله صلى الله عليه وسلّم الشعب الذي أخره بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وانا لنرجوا فوق ذلك مظهرا