صوت وانه عليه السلام سمعه بجميع اعضائه من جميع الجهات وبذلك يتيقن أن المنادى هو الله تعالى ومن هنا قيل : أن المراد ناديناه مقبلا من جانب الطور المبارك وهو طور ماوراءطور العقل وفي الخبار ماينادى على خلافه وقربناه نجيا .
52 .
- تقريب تشريف مثل حاله عليه السلام بحال من قربه الملك لمناجاته واصطفاه لمصاحبته ورفع الوسائط بينه وبينه ونجيا فعيل بمعنا مفاعل كجليس بمعنى مخالس ونديم بمعنى منادم من المنجاه المساره بالكلام ونصبه على الحاليه من احد ضميرى موسى عليه السلام في ناديناه وقربناه أي ناديناه او قربناه حال كونه مناجيا وقال غير واحد مرتفعا على أنه من النجو وهو الأرتفاع .
فقد أخرج سعيد بن منصور وابن منذر ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير أن جبرائيل عليه السلام اردفه حتى سمع صرير القلم والتوراة تمتب له أي كتابة ثانية وإلا ففي الحديث الصحيح الوارد في شأن محاجه ادم وموسى عليهما السلام انها كتبت قبل خاق ادم عليه السلام باربعين سنة وخبر رفعه عليه السلام إلى السماء حتى سمع صرير القلم رواه غير واحد وصححه الحكم عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وعلى ذلك لا يكون المعراج مطلقا مختصا بنبينا صلى الله عليه وسلّم بل المعراج الاكمل وقيل معنى نجيا ناجيا بصدقه وروى ذلك عن قتادة ولا يخفى بعده .
ووهبنا له من رحمتنا أي من اجل رحمتنا له اخاه أي معاضدة اخيه وموازرته اجابة لدعوته بقوله واجعل لي وزيرا من اهلى هرون اخى لا نفسه عليه السلام لأنه كان اكبر من موسى عليه السلام سنافو جوده سابق على وجوده وهو مفعول وهبنا وقوله تعالى هرون عطف بيان له وقوله سبحانه نبيا .
53 .
- حال منه ويجوز أن تكون من للتبعيض قيل وحينئذ يكون اخاه بدل بعض من كل او كل من كل او اشتمال من من وتعقب بانها أن كانت اسما مرادفة لبعض فهو خلاف الظاهر وان كانت حرفا فابدال الأسم من الحرف مما لم يوجد في كلامهم وقيل : التقدير وهبنا له شيئا من رحمتنا فاخاه بدل من شيئا المقدر وانت تعلم أن الظاهر هو كونه مفعولا واذكر في الكتاب اسماعيل الظاهر أنه ابن ابراهيم عليهما السلام كما ذهب اليه الجمهور وهو الحق وفصل ذكره عن ذكر ابيه واخيه عليهم السلام لابراز كمال الأعتناء بامره بايراده مستقلا وقيل : أنه اسماعيل بن حزقيل بعثه الله تعالى إلى قومه فسلخوا جلدة راسه فخيره الله تعالى فيما يشاء من عذابهم فاستعفاه ورضى بثوابه سبحانه وفوض أمرهم اليه D في العفو والعقوبة وروى ذلك الامامية عن ابي عبد الله رضى الله تعالى عنه وغالب الظن أنه لا يصح عنه انه كان صادق الوعد تعليل لموجب الأمر وايراده عليه السلام بهذا الوصف لكمال شهرته بذلك .
وقد جاء في بعض الأخبار أنه وعد رجلا أن يقيم له بمكان فغاب عنه حولا فلما جاءه قال له : مابرحت من مكانك فقال : لا والله ما كنت لاخلف موعدى وعيل : غاب عنه اثنى عشر يوما وعن مقاتل ثلاثة ايام وعن سهل بن سعد يوما وليلة والأول اشهر ورواه الامامية أيضا عن ابي عبد الله رضى الله تعالى عنه واذا كان هو الذبيح فناهيك في صدقه أنه وعد اباه الصبر على الذبح بقوله ستجدني أن شاء الله من الصابرين فوفى .
وقال بعض الأذكياء طال بقاؤه : لا يبعد أن يكون ذلك اشارة إلى هذا الوعد والصدق فيه من اعظم ما يتصور .
وكان رسولا نبيا .
54 .
- الكلام فيه كالكلام في السابق بيد أنهم قالوا هنا : أن فيه دلالة على أن الرسول لا يجب