يكون خارجا عن الزينة ونصب زينة على أنه مفعول ثان للجعل إن حمل على معنى التصيير أو على أنه أو مفعول له كما قال أبو البقاء وأبو حيان إن حمل على معنى الإبداع واللام الأولى إما متعلقة به أو متعلقة بمحذوف وقع صفة له أي زينة كائنة لها واللام للثانية متعلقة بجعلنا والكلام على هذا وجعل زينة مفعولا له نحو قمت إجلالا لك لتقابلني بمثل ذلك وضمير الجمع عائد على سكان الأرض من المكلفين المفهوم من السياق .
وجوز أن يعود على ما علا تقدير أن تكون للعقلاء والابتلاء في الأصل الاختبار وجوز ذلك على الله سبحانه هشام بن الحكم بناء على جهله وزعمه أنه D لا يعلم الحوادث إلا بعد وجودها لئلا يلزم نفي قدرته تعالى على الفعل أو الترك ورده أهل السنة في محله وقالوا : إنه تعالى يعلم الكليات والجزئيات في الأزل وأول هذه الآية أن المراد ليعاملهم معاملة من يختبرهم أيهم أحسن عملا 7 فنجازي كلا بما يليق به وتقتضيه الحكمة وحسن العمل الزهد في زينة الدنيا وعدم الإغترار بها وصرفها على ما ينبغي والتأمل في شأنها وجعلها ذريعة إلى معرفة خالقها والتمتع بها حسبما أذن الشرع وأداء حقوقها والشكر على ما أوتي منها لا اتخاذها وسيلة إلى الشهوات والأغراض الفاسدة كما تفعله الكفرة وأصحاب الأهواء ومراتب الحسن متفاوتة وكلما قوى الزهد مثلا كان أحسن وسأل ابن عمر رضي الله تعالى عنهما النبي عن الأحسن عملا كما أخرج ذلك ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ فقال E أحسنكم عقلا وأورع عن محارم الله تعالى وأسرعكم في طاعته سبحانه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه قال : أحسنهم عملا أشدهم للدنيا تركا وأخرج نحوه عن سفيان الثوري وذكر بعضهم أن الأحسن من زهد وقنع من الدنيا بزاد المسافر ووراءه وهو من استكثر من حلالها وصرفه في وجوهه وقبيح من احتطب حلالها وحرامها وأنفقه في شهواته وكلام النبي في بيان الأحسن أحسن وما آتاكم الرسول فخذوه وإيراد صيغة التفضيل مع أن الابتلاء شامل للفريقين باعتبار أعمالهم المنقسمة إلى الحسن والقبيح أيضا لا إلى الحسن والأحسن فقط للإشعار بأن الغاية الأصلية للجعل المذكور إنما هو ظهور كمال إحسان المحسنين وأي إما إستفهامية فهي مرفوعة بالابتداء وأحسن خبرها والجملة في محل نصب بفعل الابتلاء ولما فيه من معنى العلم باعتبار عاقبته كالسؤال والنظر ومكان الاستفهام علق عن العمل وإما موصولة بمعنى فهي مبنية على الضم محلها النصب على أنها بدل من ضمير النصب في نبلوهم وأحسن خبر مبتدأ محذوف والجملة صلة لها والتقدير لنبلو والذي هو أحسن عملا ويفهم من البحر أن مذهب سيبويه في أي إذا أضيفت وحذف صدر صلتها كما هنا جواز البناء لا وجوبه وتحقيق الكلام في مذهبه لا يخلو عن إشكال وأفعل التفضيل باق على الصحيح على حقيقته كما أشرنا إليه والمفضل عليه محذوف والتقدير كما قال أبو حيان لنبلوهم أيهم أحسن عملا ممن ليس أحسن عملا وإنا لجاعلون فيما سيأتي عند تناهي عمر الدنيا ما عليها مما جعلناه زينة والإظهار في مقام الإضمار لزيادة التقرير وجوز غير واحد أن يكون هذا أعم مما جعل زينة ولذا لم يؤت بالضمير والجعل هنا بمعنى التصيير أي مصيرون ذلك صعيدا أي ترابا جرزا 8 أي لا نبات فيه قاله قتادة وقال الراغب : الصعيد وجه الأرض وقال أبو عبيدة هو المستوى من الأرض وروي ذلك