الإعجاز والمراد بالناس المذكورون أولا وأوثر الإظهار على الإضمار تأكيدا وتوضيحا والمراد بالأكثر قيل : من كان في عهده من المشركين وأهل الكتاب .
واستظهر في البحر أنهم أهل مكة بدليل أن الضمائر الآتية لهم ونصب كفورا على أنه مفعول أبى والاستثناء مفرغ وصح ذلك هنا مع أنه مشروط بتقدم النفي فلا يصح ضربت إلا زيدا لأن أبى قريب من معنى النفي فهو مؤول به فكأنه قيل ما قبل أكثرهم إلا كفورا وفيه من المبالغة ما ليس في أبوا الإيمان لأن فيه زيادة على أنهم لم يرضوا بخصلة سوى الكفر من الإيمان والتوقف في الأمر ونحو ذلك وأنهم بالغوا في عدم الرضا حتى بلغوا مرتبة الإباء وإنما لم يجز ذلك في الإثبات لفساد المعنى إذ لا قرينة على التقدير أمر خاص والعموم لا يصح إذ لا يمكن في المثال أن تضرب كل أحد إلا زيدا فإن صح العموم في مثال جاز التفريغ في غير تأويل بنفي فيجوز صليت إلا يوم كذا إذ يجوز أن تصلي كل يوم غيره وجوز أن تكون الآية من هذا القبيل بأن يكون المراد أبوا كل شيء فيما اقترحوه إلا كفورا وقالوا عند ظهور عجزهم ووضوح مغلوبيتهم بالإعجاز التنزيلي وغيره من المعجزات الباهرة متعللين بما لا تقتضي الحكمة وقوعه من الأمور ولا توقف لثبوت المدعى عليه وبعضه من المحالات العقلية لن نؤمن لك حتى تفجر بالتخفيف من باب نصر المتعدي وبذلك قرأ الكوفيون أي تفتح وقرأ باقي السبعة تفجر من فجر مشددا والتضعيف للتكثير لا للتعدية .
وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسلم بن يسار تفجر من أفجر رباعيا وهي لغة في فجر لنا من الأرض أي أرض مكة لقلة مياهها فالتعريف عهدي ينبوعا 09 مفعول من نبع الماء كيعبوب من عب الماء إذا زخر وكثر موجه فالياء زائدة للمبالغة والمراد عينا لا ينضب ماؤها وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي لأن الينبوع هو النهر الذي يجري من العين والأول مروي عن مجاهد وكفى به أو تكون لك خاصة جنة بستان تستر أشجارها ما تحتها من العرصة من نخيل وعنب خصوهما بالذكر لأنهما كانا الغالب في هاتيك النواحي مع جلالة قدرهما فتفجر الأنهار أي تجريها خلالها نصب على الظرفية أي وسط تلك الجنة و أثنائها تفجيرا 19 كثيرا والمراد إما إجراء الأنهار خلالها عند سقيها أو إدامة إجرائها كما ينبيء الفاء أو تسقط السماء الجرم معلوم كما زعمت علينا كسفا جمع كسفة كقطعة وقطع لفظا ومعنى وهو حال من السماء والكاف في كما في محل النصب على أنه صفة مصدر محذوف أي اسقاطا مماثلا لما زعمت يعنون بذلك قوله تعالى أو تسقط عليهم كسفا من السماء وزعم بعضهم أنهم يعنون ما في هذه السورة من قوله تعالى أفأمنتم أن نخسف بكم جانب البر أو نرسل عليكم حاصبا وليس بشيء وقيل : أن المعنى كما زعمت أن ربك إن شاء فعل وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى في خبر ابن عباس وقرأ مجاهد يسقط السماء بياء الغيبة ورفع السماء وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب كسفا بسكون السين في جميع القرآن إلا في الروم وابن عامر إلا في هذه السورة ونافع وأبو بكر في غيرهما وحفص فيما عدا الطور في قول وفي النشر أنهم اتفقوا على إسكان السين في الطور وهو إما مخفف من المفتوح لأن السكون من الحركة مطلقا كسدر وسدر أو هو فعل صفة بمعنى مفعول كالطحن بمعنى المطحون أي شيئا مكسوفا أي مقطوعا م أو تأتي بالله والملائكة قبيلا 29 أي مقابلا كالعشير والمعاشر