الأنبياء فخرج E بسبب قولهم وعسكر بذي الحليفة وأقام ينتظر أصحابه فنزلت هذه الآية فرجع ثم أنه E قتل منهم بني قريظة وأجلى بني النضير بقليل وتعقب بأنه ضعيف لم يقع في سيرة ولا كتاب يعتمد عليه وذو الحليفة ليس في طريق الشام من المدينة وكيفما كان يكون المراد من الأرض عليه المدينة وقيل أرض العرب وكأن من ذهب إلى أن هذه الآية مدنية يستند إلى ما ذكر من الروايات وقد صرح الخفاجي بأن هذا المذهب غير مرضي والله تعالى أعلم .
وقرأ عطاء لا يلبثون بضم الياء وفتح اللام والباء مشددة وقرأ يعقوب كذلك إلا إنه كسر الباء وقرأ أبي وإذا لا يلبثوا بحذف النون وكذا في مصحف عبد الله وتوجيه الإثبات والحذف أن النحويين عدوا من جملة شروط عمل إذن كونها في أول الجملة فعلى قراءة الحذف تكون الجملة معطوفة على جملة ليستفزونك وهي خبر كاد فيكون الشرط منخرما لتوسطها حينئذ في الكلام لكون ما بعدها خبر كاد كالمعطوف هو عليه وعلى قراءة الإثبات تكون الجملة معطوفة على جملة وإن كادوا فيتحقق الشرط والعطف لا يضر في ذلك ووجه أبو حيان الإهمال بأن لا يلبثون جواب قسم محذوف أي والله إن استفزوك فخرجت لا يلبثون وقد توسطت إذا بين القسم المقدر والفعل فأهملت ثم قال ويحتمل أن يكون لا يلبثون خبرا لمبتدأ محذوف يدل عليه المعنى تقديره وهم إذا لا يلبثون فتكون إذا واقعة بين المبتدأ وخبره ولذلك ألغيت وكلا التوجيهين ليس بوجيه كما لا يخفى .
سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا نصب على المصدرية أي سننا سنة من إلخ وهي أن لا ندع أمة تستفز رسولها لتخرجه من بين ظهرانيها تلبث بعده إلا قليلا فالسنة لله D وأضيفت للرسل عليهم السلام لأنها سنت لأجلهم ويدل على ذلك قوله سبحانه ولا تجد لسنتنا تحويلا 77 حيث أضاف السنة إليه تعالى وقال الفراء : انتصب سنة على إسقاط الخافض أي كسنة فلا يوقف على قوله تعالى قليلا فالمراد تشبيه حاله بحال من قبله لا تشبيه الفرد بفرد من ذلك النوع وجوز أبو البقاء أن يكون مفعولا به لفعل محذوف أي اتبع سنة الخ كما قال سبحانه فبهداهم اقتده وإلا نسب بما قبل ما قبل وكأنه اعتبر الأوامر بعد وهو خلاف ما عليه عامة المفسرين والتحويل التغيير أي لا تجد لما أجرينا به العادة تغييرا أي لا يغيره أحد .
والمراد من نفي الوجدان هنا وفيما أشبهه نفي الوجود ودليل نفي وجود من يغير عادة الله تعالى أظهر من الشمس في رابعة النهار وللإمام كلام في هذا المقام لا يخلو عن بحث ثم إنه تعالى بعد أن ذكر كيد الكفار وسلى نبيه E بما سلى أمره أن يقبل على شأنه من عبادة ربه تعالى شأنه ووعده بما يغبطه عليه كل الخلق ويتضمن ذلك إرشاده إلى أن لا يشغل قلبه بهم أو أنه سبحانه بعد أن قدم القول في الالهيات والمعاد والنبوات أمر بأشرف العبادات بعد الإيمان وهي الصلاة فقال جل وعلا أقم الصلاة أي المفروضة لدلوك الشمس أي لزوالها عن دائرة نصف النهار وهو المروي عن عمر بن الخطاب وابنه وابن عباس في رواية وأنس وأبي برزه الأسلمي والحسن والشعبي وعطاء ومجاهد ورواه الأمامية عن أبي جعفر وأبي عبد الله رضي الله تعالى عنهما وخلق آخرين وأخرج ابن جرير وإسحق بن راهويه في مسنده وابن مردويه في تفسيره والبيهقي في المعرفة عن أبي مسعود عقبة بن عامر قال : قال رسول الله أتاني جبريل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر وقيل لغروبها وهو المروي عندنا عن علي