الموت حيث أورد على القول بأنهم الملائكة أن الواجب حينئذ يتوفونهم مكان تتوفاهم الملائكة وأنه يلزم منه الإبهام في موضع التعيين والتعيين في موضع الإبهام وهو كما قال الشهاب في غاية السقوط وقيل : المراد كل من اتصف بهذا العنوان من ملك وأنسي وغير ذلك والذي يميل إليه القلب السليم القول الأول أي يقول أولئك توبيخا للمشركين وإظهارا للشماتة بهم وتقريرا لما كانوا يعظونهم وتحقيقا لما أعودوهم به وإيثار صيغة الماضي للدلالة على تحقيق وقوعه وتحتمه حسبما هو المعهود في أخباره تعالى كقوله سبحانه : ونادى أصحاب الجنة .
إن الخزي الذال والوان وفسره الراغب بالذال الذي يستحي منه اليوم منصوب بالخزي على رأى من يرى أعمال المصدر باللام كقوله : ضعيف النكاية أعداءه .
أو بالإستقرار في الظرف الواقع خبرا لإن وفيه فصل بين العامل والمعمول بالمعطوف إلا أنه مغتفر في الظرف وأل للحضور أي اليوم الحاضر وإيراده للإشعار بأنهم كانوا قبل ذلك في عزة وشقاق والسوء العذاب من الخزي به جعل ذكر هذا للتأكيد على الكافرين .
27 .
- بالله تعالى وآياته ورسله عليهم السلام الذين تتوفاهم الملائكة بتأنيث الفعل وقرأ حمزة والأعمش يتوفاهم بالتذكير هنا وفيما سيأتي إن شاء الله تعالى والوجهان شائعان في أمثال ذلك .
وقريء بإدغام تاء المضارعة في التاء بعدها ويجتلب في مثله حينئذ همزة وصل في الإبتداء وتسقط في الدرج وإن لم يعهد همزة وصل في أول فعل مضارع وفي مصحف عبد الله بتاء واحدة في الموضعين وفي الموصول أوجه الإعراب الثلاثة الجر على أنه صفة الكافرين أو بدل منه أو بيان له والنصب والرفع على القطع للذم وجوز ابن عطية كونه مرتفعا بالإبتداء وجملة فألقوا خبره وتعقبه أبو حيان بأن زيادة الفاء في الخبر لا تجوز هنا إلا على مذهب الأخفش في إجازته وزيادتها في الخبر مطلقا نحو زيد فقام أي قام ثم قال : ولا يتوهم أن هذه الفاء هي الداخلة في خبر المبتدأ إذا كان موصولا وضمن معنى الشرط لأنها لا يجوز دخولها في مثل هذا الفعل مع صريح أداة الشرط فلا يجوز مع ما ضمن معناه أه بلفظه ونقل شهاب عنه أنه قال : إن المنع مع ما ضمن معناه أولى وتعقيبه بأن كونه أولى غير مسلم لأن امتناع الفاء معه لأنه لقوته لا يحتاج إلى رابط إذا صح مباشرته للفعل وما تضمن معناه ليس كذلك وكلامه الذي نقلناه لا يشعر بالأولوية فلعله وجد له كلاما آخر يشعر بها .
واستظهر هو الجر على الوصفية ثم قال : فيكون ذلك داخلا في القول فإن كان القول يوم القيامة يكون تتوفاهم بصيغة المضارع حكاية للحال الماضة وإن كان في الدنيا أي لما أخبر سبحانه أنه يخزيهم يوم القيامة ويقول جل وعلا لهم ما يقول قال أهل العلم : إن الخزي اليوم الذي أخبر الله تعالى أنه يخزيهم فيه والسوء على الكافرين يكون نتوفاهم على بابه ويشمل من حيث المعنى من توفته ومن تتوفاه وعلى ما ذكره ابن عطية يحتمل إن يكون الذين إلى آخره من كلام الذين أوتوا العلم وأن يكون إخبارا منه تعالى والظاهر أن القول يوم القيامة فصيغة المضارع لاستحضار صورة توفي الملائكة إياهم كما قيل آنفا لما فيها من الهول وفي تخصيص الخزي والسوء بمن استمر كفره إلى حين الموت دون من آمن منهم ولو في آخر عمره وفيه تنديم لهم لا يخفى أي الكافرين المستمرين على الكفر إلا أن تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم أي حال كونهم مستمرين على الشرك الذي هو ظلم منهم لأنفسهم وأي ظلم حيث عرضوها للعذاب المقيم فألقوا السلم أي الإستسلام كما قاله الأخفش