وأما قبل شجر أي ومنه شراب شجر كقوله تعالى : وأشربوا في قلوبهم العجل أي حبه أه وهو بعيد وإن قيل : الإضمار أولى من المجاز لا العكس الذي ذهب إليه البعض وصحح المساواة لاحتياج كل منهما إلى قرينة .
فيه تسيمون .
10 .
- أي ترعون يقال : أسام الماشية وسومها جعلها ترعى وسامت بنفسها فهي سائمة وسوام رعت حيث شاءت وأصل ذلك ما قال الزجاج السومة وهي كالسمة العلامة لأن المواشي تؤثر علامات في الأرض والأماكن التي ترعاها وقا زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما تسيمون بفتح التاء فإن سمع سام متعديا كان هو وأسام بعمنى وإلا فتأويل ذلك أن الكلام على حذف مضاف أي تسيم مواشيكم ينبت أي الله D يقال نبت الشيء وأنبته الله تعالى فهو منبوت وقياس هذا منبت وقيل : يقال أنبت الشجر لازما وانشد الفراء .
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم قطينا بها حتى إذا أنبت البقل أي نبت وكان الأصمعي ينكر مجيء أنبت بمعنى نبت وقرأ أبو بكر ننبت بنون العظمة والزهري ينبت بالتشديد وهو للتكثير في قول واستظهر أبو حيان أنه تضعيف التعدية وقرأ أبي ينبت بفتح الياء ورفع المتعاطفات بعد على الفاعلية وجملة ينبت لكم به أي بما أنزل من السماء الزرع والزيتون والنخيل والأعناب يحتمل أن تكون صفة أخرى الماء وأن تكون مستأنفة اسنئنافا بيانيا كأنه قيل : وهل له منافع أخر فقيل : ينبت لكم به الخ وإيثار صيغة الإستقبال للدلالة على التجدد والإستمرار وأن الإنبات سنته سبحانه الجارية على ممر الدهور أو لاستحضار الصورة لما فيها من الغرابة وتقديم الظرفين على المفعول الصريح لما أشرنا إليه آنفا مع ما في تقديم أولهما من الإهتمام به لإدخال المسرة ابتداء وتقديم الزرع ما عداه قيل : لأنه أصل الأغذية وعمود المعاش وقوت أكثر العالم وفيه مناسبة للكلأ المرعى ثم الزيتون لما فيه من الشرف من حيث أنه أدام من وجه وفاكهة من وجه وقد ذكر الأطباء له منافع جمة وذكر غير يسير منها في التذكرة والظاهر من كلام اللغويين أنه اسم جنس جمعي واحده زيتونة وأنه يطلق على الشجر المخصوص وعلى ثمرته .
واستظهر أن المراد به هنا الأول وسيأتي قريبا إن شاء الله تعالى تمام الكلام في ذلك وأكثر ما ينبت في المواضع التي زاد عرضها على الميل واشتد بردها وكانت جبلية ذات تربة بيضاء أو حمراء ثم النخيل على الأعناب لظهور دوامها بالنسبة إليها فإن الواحدة منها كثيرا ما تتجاوز سنة وشجرة العنب ليست كذلك نعم الزيتون أكثر دواما منهما فإن الشجرة منه قد تدوم ألف سنة مع أن ثمرتها كثيرا ما يقتات بها حتى جاء في الخبر ما جاع بيت وفيه تمر وأكثر ما تنبت في البلاد الحارة اليابسة التي يغلب عليها الرمل كالمدينة المشرفة والعراق وأطراف مصر وهي على ما قال الراغب جمع نخل وهو يطلق على الواحد والجمع ويقال للواحدة نخلة وأما الأعناب فجمع عنبة بكسر العين وفتح النون والباء وقد جاءت ألفاظ مفردة على هذا الوزن غير قليلة .
وقد ذكر في القاموس عدة منها ونسب الجوهري إلى قلة الإطلاع في قوله : إن هذا البناء في الواحد نادر وجاء منه العنبة والتولة والحبرة والطيبة والخيرة ولا أعرف غير ذلك وذكر الجوهري أنه إن أردت جمعه في أدنى العدد جمعته بالتاء وقلت عنبات وفي الكثير عنب وأعناب أه ولينظر هذا مع عدهم أفعالا من جموع القلة ويطلق العنب كما قال الراغب على ثمرة الكرم وعلى الكرم نفسه والظاهر أن المراد هو الثاني