الله تعالى وجهه أنه قال : أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فيملأ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تملأ كلها .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلها وجاء في ترتيبها عن الأعمش وابن جريج وغيرهما غير ذلك وذكر السهيلي في كتاب الأعلام أنه وقع في كتب الرقائق أسماء هذه الأبواب ولم ترد في أثر صحيح وظاهر القرآن والحديث يدل على أن منها ما هو من أوصاف النار نحو السعير والجحيم والحطمة والهاوية ومنها ما هو علم للنار كلها نحو جهلم وسقر ولظى فلذا أضربنا عن ذكرها أه وأقرب الآثار التي وقفنا عليها إلى الصحة فيما أظن ما روي عن علي كرم الله تعالى وجهه لكثرة مخرجيه وتحتاج جميع الآثار إلى التزام أن يقال : إن جهنم تطلق على طبقة مخصوصة كما تطلق على النار كلها وقيل : الأبواب على بابها والمراد أن لها سبعة أبواب يدخلونها لكثرتهم والإسراع بتعذيبهم .
والجملة كما قال أبو البقاء يجوز أن تكون خبرا ثانيا ويجوز أن تكون مستأنفة ولا يجوز أن تكون حالا من جهنم لأن إن لا تعمل في الحال لكل باب منهم من الأتباع والغواة جزء مقسوم .
44 .
- فريق معين مفروز من غيره حسبما يقتضيه استعداده فباب للموحدين العصاة وباب لليهود وباب للنصارى وباب للصابئين وباب للمجوس وباب للمشركين وباب للمنافقين وترى هذا الترتيب في بعض الآثار وعن ابن عباس أن جهنم لمن ادعى الربوبية ولظى لعبدة النار والحطمة لعبدة الأصنام وسقر لليهود والسعير للنصارى والجحيم للصابئين والهاوية للموحدين العاصين وروي غير ذلك وبالجملة في تعيين أهلها كترتيبها اختلاف في الروايات .
ولعل حكمة تخصيص هذا العدد انحصار مجامع المهلكات في المحسوسات بالحواس الخمس ومقتضيات القوة الشهوانية الغضبية أو أن أصول الفرق الداخلين فيها سبعة وقرأ ابن القعقاع جز بتشديد الزاي من غير همز ووجهه أنه حذف الهمزة وألقى حركتها على الزاي ثم وقف بالتشديد ثم أجرى الوصل مجرى الوقف وقرأ ابن وثاب جزء بضم الزاي والهمز ومنهم حال من جزء وجاء من النكرة لتقدمه ووصفها أو حال من ضميره في الجار والمجرور الواقع خبرا له ورجح أن فيه سلامة مما في وقوع الحال من المبتدأ والتزم بعضهم لذلك كون المرفوع فاعلا بالظرف ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في مقسوم لأنه صفة جزء فلا يصح عمله فيما قبل الموصوف وكذا لا يجوز أن يكون صفة باب لأنه يقتضي أن يقال منها وتنزيل الأبواب منزلة العقلاء لا وجه له هنا كما لا يخفى والله تعالى أعلم .
ومن باب الإشارة ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون فيه إشارة إلى ذم من كان همه بطنه وتنفيذ شهواته قال أبو عثمان : أسوأ الناس حالا من كان همه ذلك فإنه محروم عن الوصول إلى حرم القرب وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون رموه وحاشاه صلى الله تعالى عليه وسلم بالجنون مشيرين إلى أن سببه دعواه E نزول الذكر الذي لم تتسع له عقولهم والإشارة في ذلك أنه لا ينبغي لمن لم يتسع عقله لما من الله سبحانه على أوليائه من الأسرار أن يبادر وهم بالأنكار ويرموهم بما لا ينبغي كما هو عادة كثير من المنكرين اليوم على الأولياء الكاملين حيث نسبوهم فيما تكلموا به من الأسرار الإلهية والمعارف الربانية إلى الجنون وزعموا أن ما تكلموا به من ذلك ترهات وأباطيل خيلت لهم من الرياضات ولا أعني بالأولياء الكاملين سوى من تحقق لدى المنصفين موافقتهم للشرع فيما يأتون ويذرون دون الذين يزعمون انتظامهم في سلكهم وهم أولياء الشيطان وحزبهم حزبه كبعض متصوفة هذا الزمان فإن الزنادقة بالنسبة