والسموات وبرزوا لله الواحد القهار وذلك عند انكشاف أنوار حقيقة الوجود فيظهر هلاك كل شيء الا وجهه .
وقيل : الاشارة في الآية إلى تبدل أرض قلوب العارفين من صفات البشرية إلى الصفات الروحانية المقدسة بنور شهود جمال الحق وتبدل سموات الارواح من عجز صفات الحدوث وضعفها عن أنوار العظمة بافاضة الصفات الحقة وقيل : تبدل أرض الطبيعة بأرض النفس عند الوصول إلى مقام القلب وسماء القلب بسماء السر وكذا تبدل ارض النفس بارض القلب وسماء السر بسماء الروح وكذا كل مقام يعبره السالك يتبدل ما فوقه وما تحته كتبدل سماء التوكل في توحيد الافعال بسماء الرضا في توحيد الصفات ثم سماء الرضا بسماء التوحيد عند كشف الذات وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد بسلاسل الشهوات سرابيلهم من قطران وهو قطران أعمالهم النتنة وتغشى تستر وجوههم النار في جهنم الحرمان وسعير الاذلال والاحتجاب عن رب الارباب .
هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكر أولوا الألباب وهم علماء الحقيقة وأساطين المعرفة وعشاق الحضرة وأمناء خزائن المملكة جعلنا الله تعالى واياكم ممن ذكر فتذكر وتحقق في مقر التوحيد وتقرر بمنة سبحانه وكرمه .
14