قلوبهم وذلك من دعاء الخليل عليه السلام لما قطع أهله عن الخلق والاسباب قال : فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات قيل : أي ثمرات طاعتك وهي المقامات الرفيعة والدرجات الشريفة .
وقال الواسطي : ثمرات القلوب وهي أنواع الحكمة ورئيس الحكمة رؤية المنة والعجز عن الشكر على النعمة وهو الشكر الحقيقي ولذلك قال : لعلهم يشكرون أي يعلمون أنه لايتهيأ لأحد أن يقوم بشكرك وثمرة الحكمة تزيل الأمراض عن القلوب كما أن ثمرة الاشجار تزيل أمراض النفوس وقيل : أي ارزقهم الأولاد الانبياء والصلحاء وفيه اشارة الى دعوته بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلّم المعنى له بقوله : ربنا وابعث فيهم رسولا وأي الثمرات أشهى من أصفى الأصفياء وأتقى الأتقياء وأفضل أهل الأرض والسماء وحبيب ذي العظمة والكبرياء فهو E ثمرة الشجرة الابراهيمية وزهرة رياض الدعوة الخليلية بل هو A ثمرة شجرة الوجود ونور حديقة الكرم والجود ونور حدقة كل موجود A عليه إلى اليوم المشهود ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن قال الخواص : مانخفي من حبك وما نعلن من شكرك .
وقال ابن عطاء : ما نخفي من الاحوال وما نعلن من الآداب وقيل : مانخفي من التضرع في عبوديتك وما نعلن من ظاهر طاعتك في شريعتك وأيضا ما نخفي من أسرار معرفتك وما نعلن من وظائف عبادتك وأيضا مانخفي من حقائق الشوق اليك في قلوبنا وما نعلن في غلبة مواجيدنا باجراء العبرات وتصعيد الزفرات : وارحمتا للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضاح بالسر إن باحوا تباح دماؤهم وكذا دماء البائحين تباح وان همو كتموا تحدث عنهم عند الوشاة المدمع السحاح وقال السيد على البندنيجي قدس سره : كتمت هوى حبيه خوف إذاعة فلله كم صب أضربه الذيع ولكن بدت آثاره من تأوهي اذا فاح مسك كيف يخفى له ضوع وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء فيعلم ما خفى وما علن ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قيل : الظالم من تجاوز طوره وتبختر على بساط الانانية زاعما أنه قد تضلع من ماء زمزم المحبة واستغرق في لجى بحر الفناء توعده الله تعالى بتأخير فضيحته إلى يوم تشخص فيه أبصار سكارى المعرفة والتوحيد وهو يوم الكشف الاكبر حين تبدو أنوار سطوات العزة فيستغرقون في عظمته بحيث لايقدرون على الالتفات إلى غيره فهناك يتبين الصادق من الكاذب : إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى وقوله سبحانه : مهطعين مقنعي رؤسهم لايرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء شرح لأحوال أصحاب الابصار الشاخصة وهم سكارى المحبة على الحقيقة قال ابن عطاء في : وأفئدتهم هواء هذه صفة قلوب أهل الحق متعلقة بالله تعالى لاتقر الا معه سبحانه ولا تسكن الا اليه وليس فيها محل لغيره وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل طلبوا تدارك مافات وذلك بتهذيب الباطن والظاهر والانتظام في سلوك الصادقين وهيهات ثم هيهات ثم أجيبوا بما يقصم الظهر ويفصم عرى البصر وهو قوله سبحانه : أولم تكونوا أقسمتم من قبل الآية 0 يوم تبدل الارض غير الأرض