من عاش بعد عدوه يوما فقد بلغ المنا ويجوز على اعتبار العموم تعلق اللام ببرزوا على تقدير كونه معطوفا على تبدل والضمير للخلق ويكون مابينهما اعتراضا فلا اعتراض أي برزوا للحساب ليجزى الله تعالى كل نفس مطيعة أو عاصية ماكسبت من خير أو شر إن الله سريع الحساب .
15 .
- لأنه لايشغله سبحانه فيه تأمل وتتبع ولا يمنعه حساب عن حساب حتى يستريح بعضهم عند الاشتغال بمحاسبة الآخرين فيتأخر عنهم العذاب وروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المراد سريع الانتقام وذكر المرتضى في درره وجوها أخر في ذلك .
هذا بلاغ أي ماذكر من قوله سبحانه : ولاتحسبن الله غافلا إلى هنا وجوز أن يكون الاشارة إلى القرآن وهو المروي عن ابن زيد أو إلى السورة والتذكير باعتبار الخبر وهو بلاغ والكلام على الأول أبلغ فكأنه قيل : هذا المذكور آنفا كفاية في العظمة والتذكير من غير حاجة إلى ما انطوى عليه السورة الكريمة أو كل القرآن المجيد من فنون العظات والقوارع وأصل البلاغ مصدر بمعنى التبليغ وبهذا فسره الراغب في الآية وذكر مجيئه بمعنى الكفاية في آية أخرى للناس للكفار خاصة على تقدير اختصاص الانذار بهم في قوله سبحانه : وأنذر الناس أو لهم وللمؤمنين كافة على تقدير شمولهم أيضا وإن كان ماشرح مختصا بالظالمين على ماقيل : ولينذروا به عطف على محذوف أي لينصحوا أو لينذروا به أو نحو ذلك فتكون اللام متعلقة بالبلاغ ويجوز أن تتعلق بمحذوف وتقديره ولينذروا به أنزل أو تلى وقال الماوردي : الواو زائدة وعن المبرد هو عطف مفرد على مفرد أي هذا بلاغ وانذار ولعله تفسير معنى لا اعراب وقال ابن عطية : أي هذا بلاغ للناس وهو لينذروا به فجعل ذلك خبرا لهو محذوفا وقيل اللام لام الامر قال بعضهم : وهو حسن لولا قوله سبحانه : وليذكر فانه منصوب لاغير وارتضى ذلك أبو حيان وقال : إن ماذكر لايخدشه اذ لايتعين عطف ليذكر على الامر بل يجوز أن يضمر له فعل يتعلق به ولا يخفى أنه تكلف وقرأ يحيى بن عمارة الذراع عن أبيه وأحمد ابن يزيد السلمي ولينذروا بفتح الياء والذال مضارع نذر بالشيء إذا علم به فاستعد له قالوا : ولم يعرف لنذر بمعنى علم مصدر فهو كعسى وغيرها من الافعال التي لامصادر لها وقيل : إنهم استغنوا بأن والفعل عن صريح المصدر وفي القاموس نذر بالشيء كفرح علمه فحذره وأنذره بالامر إنذارا ونذرا ونذيرا أعلمه وحذره .
وقرأ مجاهد وحميد بتاء مضمومة وكسر الذال وليعلموا بالنظر والتأمل بما فيه من الدلائل الواضحة التي هي اهلاك الامم واسكان آخرين مساكنهم وغيرهما مما تضمنه ماأشار اليه أنما هو إله واحد لاشريك له أصلا وتقديم الانذار لأنه داع إلى التأمل المستتبع للعلم المذكور وليذكروا أولوا الألباب .
25 .
- أي ليتذكروا شؤون الله تعالى ومعاملته مع عباده ونحو ذلك فيرتدعوا عما يرديهم من الصفات التي يتصف بها الكفار ويتدرعوا بما يحظيهم لديه D من العقائد الحقة والاعمال الصالحة وفي تخصيص التذكر بأولي الألباب اعلاء لشأنهم .
وفي إرشاد العقل السليم أن في ذلك تلويحا باختصاص العلم بالكفار ودلالة على أن المشار اليه بهذا القوارع المسوقة لشأنهم لا كل السورة المشتملة عليها وعلى ماسيق للمؤمنين أيضا فان فيه مايفيدهم فائدة جديدة وللبحث فيه مجال وفيه أيضا أنه حيث كان مايفيده البلاغ من التوحيد وما يترتب عليه من الاحكام بالنسبة إلى الكفرة امرا حادثا وبالنسبة إلى أولي الالباب الثبات على ذلك عبر عن الاول بالعلم وعن الثاني بالتذكر وروعي ترتيب الوجود مع ما