على الاستمرار وأما البروز فهو دفعي لا استمرار فيه وعلى تقدير حالية برزوا فهو معطوف على تبدل وجوز عطفه على عامل الظرف المقدم على تقدير كونه ينجزه مثلا يومئذ يوم إذ برزوا لله تعالى أو يوم إذ تبدل الأرض أو يوم إذ ينجز وعده والرؤية إذا كانت بصرية فالمجرمين مفعولها وقوله تعالى : مقرنين حال منه وإن كانت علمية فالمجرمين مفعولها الأول مقرنين مفعولها الثاني .
والمراد قرن بعضهم مع بعض وضم كل لمشاركه في كفره وعمله كقوله تعالى : وإذا النفوس زوجت على قول وفي المثل إن الطيور على أشباهها تقع أو قرنوا مع الشياطين الذين أغووهم كقوله تعالى : فوربك لنحشرنهم والشياطين الخ أوقرنوا مع ما اقترفوا من العقائد الزائغة والملكات الرديئة والأعمال السيئة غب تصورها وتشكلها بما يناسبها من الصور الموحشة والأشكال الهائلة أو قرنوا مع جزاء ذلك أو كتابة فلا حاجة إلى حديث التصور بالصور أو قرنت ايديهم وأرجلهم إلى رقابهم وجاء ذلك في بعض الآثار والظاهر أنه على حقيقته .
ويحتمل على ماقيل أن يكون تمثيلا لمؤاخذتهم على ما اقترفته أيديهم وأرجلهم وأصل المقرن بالتشديد من جمع في قرن بالتحريك وهو الوثاق الذي يربط به في الأصفاد .
94 .
- جمع صفد ويقال فيه صفاد وهو القيد الذي يوضع في الرجل أو الغل الذي يكون في اليد والعنق أو مايضم به اليد والرجل إلى العنق ويسمى هذا جامعة ومن هذا قول سلامة بن جندل : وزيد الخيل قد لاقى صفادا .
يعض بساعد وبعظم ساق وجاء صفد بالتخفيف وصفد بالتشديد للتكثير وتقول : أصفدته إذا أعطيته فتأتى بالهمزة في هذا المعنى وقيل : صفد وأصفد معا في القيد والاعطاء ويسمى العطاء صفدا لأنه يقيد .
ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا .
والجار والمجرور متعلق بمقرنين أو بمحذوف وقع حالا من ضميره أي مصفدين وجوز أبو حيان كونه في موضع الصفة لمقرنين سرابيلهم أي قمصانهم جمع سربال من قطران هو مايحلب من شجر الأبهل فيطبخ وتهنأ به الابل الجربى فيحرق الجرب بما فيه من الحدة الشديدة وقد تصل حرارته إلى الجوف وهو أسود منتن يسرع فيه اشتعال النار حتى قيل : إنه أسرع الأشياء اشتعالا وفي التذكرة أنه نوعان غليظ براق حاد الرائحة ويعرف بالبرقى ورقيق كمد ويعرف بالسائل والأول من الشربين خاصة والثاني من الأرز والسدر ونحوهما والأول أجود وهو حار يابس في الثالثة أو الثانية وذكر في الزفت أنه من أشجار كالأرز وغيره وأنه إن سال بنفسه يقال زفت وإن كان بالصناعة فقطران ويقال فيه : قطان بوزن سكران .
وروى عن عمر وعلى رضي الله تعالى عنهما أنهما قرآ به وقطران بوزن سرحان ولم نقف على من قرأ بذلك والجملة من المبتدأ والخبر في موضع النصب على الحالية من المجرمين أو من ضميرهم في مقرنين أو من مقرنين نفسه على ماقيل رابطها الضمير فقط كما في كلمته فوه إلى في أو مستأنفة وأيا ما كان ففي سرابيلهم تشبيه بليغ وذلك أن المقصود أنه تطلى جلود أهل النار بالقطران حتى يعود طلاؤه كالسرابيل وكأن ذلك ليجتمع عليهم الألوان الأربعة من العذاب لذعه وحرقه وإسراع النار في جلودهم واللون الموحش والنتن