روايات أخر .
فقد أخرج ابن جرير عن ابن جبير أنه قال : تبدل الأرض خبزة بيضاء فيأكل المؤمن من تحت قدميه .
وأخرج عن محمد بن كعب القرظي مثله .
وأخرج البيهقي في البعث عن عكرمة كذلك .
وأخرج ابن مردويه عن أفلح مولى أبي أيوب أن رجلا من يهود سأل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : ماالذي تبدل به الأرض فقال خبزة فقال اليهودي : درمكة بأبي أنت فضحك صلى الله تعالى عليه وسلم ثم قال : قاتل الله تعالى يهود هل تدرون ما الدرمكة لباب الخبز .
وقد تقدم خبر أن الأرض تكون يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة وهو في الصحيحين من رواية أبي سعيد الخدري مرفوعا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وحكى بعضهم أن التبديل يقع في الأرض ولكن تبدل لكل فريق بما يقتضيه حاله ففريق من المؤمنين يكونون على خبز يأكلون منه وفريق يكونون على فضة وفريق الكفرة يكونون على نار وليس تبديلها بأي شيء كان بأعظم من خلقها بعد أن لم تكن .
وذكر بعضهم أنها تبدل أولا صفتها على النحو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ثم تبدل ذاتها ويكون هذا الأخير بعد أن تحدث أخبارها ولا مانع من أن يكون هنا تبديلات على أنحاء شتى .
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا أن الناس يوم تبدل على الصراط وفيه من حديث ثوبان أن يهوديا سأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض فقال E : هم في الظلمة دون الجسر ولعل المراد من هذا التبديل نحو خاص منه والله تعالى أعلم بحقيقة الحال وتقديم تبديل الأرض لقربها منا ولكون تبديلها أعظم أمرا بالنسبة إلينا .
وبرزوا أي الخلائق أو الظالمون المدلول عليهم بمعونة السياق كما قيل والمراد بروزهم من اجداثهم التي في بطون الأرض .
وجوز أن يكون المراد ظهورهم بأعمالهم التي كانوا يعملونها سرا ويزعمون أنها لاتظهر أو يعملون عمل من يزعم ذلك ووجه إسناد البروز إليهم مع أنه على هذا لأعمالهم بأنه للايذان بتشكلهم بأشكال تناسبها وأنت تعلم أن الظاهر ظهورهم من أجداثهم والعطف على تبدل والعدول إلى صيغة الماضي للدلالة على تحقق الوقوع .
وجوز أبو البقاء أن تكون الجملة مستأنفة وأن تكون حالا من الأرض بتقدير يرقد والرابط الواو .
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما وبرزوا بضم الباء وكسر الراء مشددة جعله مبنيا للمفعول على سبيل التكثير باعتبار المفعول لكثرة المخرجين لله أي لحكمه سبحانه ومجازاته الواحد الذي لاشريك له القهار .
84 .
- الغالب على كل شيء والتعرض للوصفين لتهويل الخطب وتربية المهابة لأنهم إذا كانوا واقفين عند ملك عظيم قهار لايشاركه غيره كانوا على خطر إذ لا مقاوم له ولا مغيث سواه وفي ذلك أيضا تحقيق إتيان العذاب الموعود على تقدير كون يوم تبدل بدلا من يوم تأتيهم العذاب .
وترى المجرمين عطف على برزوا والعدول إلى صيغة المضارع لاستحضار الصورة أو للدلالة