هذه المرأة بل ذكرها أبو حاتم اه .
وقال أبو حيان : يحتمل أنه أبدل الهمزة في فؤاد ثم جمع وأقرت الواو في الجمع اقرارها في المفرد أو هو جمع وفد كما قال صاحب اللوامح وقلب اذ الاصل أوفدة وجمع فعل على أفعله شاذ ونجد وأنجدة ووهي وأوهية وأم الهيثم امرأة نقل عنها شيء من لغات العرب وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما افادة على وزن امارة ويظهر أن الهمزة بدل من الواو المكسورة كما قالوا : اشاح في وشاح فالوزن فعالة أي فاجعل ذوي وفادة ويجوز أن يكون مصدر أفاد أفادة أي ذوي افادة وهم الناس الذين يفيدون وينتفع بهم وقرأ مسلمة بن عبدالله تهوى بضم التاء مبنيا للمفعول من أهوى المنقول بهمزة والتعدية من هوى اللازم كأنه قيل : يسرع بها اليهم وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه وجماعة من أهله ومجاهد تهوى مضارع هو بمعنى أحب وعدي بالى لما تقدم وارزقهم أي ذريتي الذين أسكنتهم هناك وجوز أن يريدهم والذين ينحازون اليهم من الناس وإنما لم يخص عليه السلام الدعاء بالمؤمنين منهم كما في قوله : وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر اكتفاء على ماقيل بذكر اقامة الصلاة .
من الثمرات من أنواعها بأن تجعل بقربهم قرى يحصل فيها ذلك أو تجبى اليهم من الاقطار الشاسعة وقد حصل كلا الامرين حتى أنه يجتمع في مكة المكرمة البواكير والفواكه المختلفة الازمان من الربيعية والصيفية والخريفية في يوم واحد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم الطائفي أن الطائف كانت من أرض فلسطين فلما دعا ابراهيم عليه السلام بهذه الدعوة رفعها الله تعالى ووضعها حيث وضعها رزقا للحرم وفي رواية أن جبريل عليه السلام اقتلعها فجاء وطاف بها حول البيت سبعا ولذا سميت الطائف ثم وضعها قريب مكة وروى نحو ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وأخرج ابن أبي حاتم عن عن الزهري أن الله تعالى نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف لدعوة ابراهيم عليه السلام والظاهر أن ابراهيم عليه السلام لم يكن مقصوده من هذا الدعاء نقل أرض منبتة من فلسطين أو قرية من قرى الشام وإنما مقصوده عليه السلام أن يرزقهم سبحانه من الثمرات وهو لايتوقف على النقل فلينظر ماوجه الحكمة فيه وأنا لست على يقين من صحته ولا أنكر والعياذ بالله تعالى أن الله جل وعلا على كل شيء قدير وأنه سبحانه يفعل مايشاء ويحكم مايريد لعلهم يشكرون .
73 .
- تلك النعمة باقامة الصلاة واداء سائر مراسم العبودية واستدل به على أن تحصيل منافع الدنيا إنما هي ليستعان بها على اداء العبادات واقامة الطاعات ولا يخفى مافي دعائه عليه السلام من مراعاة حسن الأدب والمحافظة على قوانين الضراعة وعرض الحاجة واستنزال الرحمة واستجلاب الرأفة ولذا من عليه بحسن القبول واعطاء المسؤول ولا بدع في ذلك من خليل الرحمن عليه السلام .
ربنا إنك تعلم مانخفى وما نعلن من الحاجات وغيرها وأخرج ابن أبي حاتم عن ابراهيم النخعي أن مراده عليه السلام مانخفى من حب اسمعيل وأمه وما نعلن لسارة من الجفاء لهما وقيل : ما نخفي من الوجد لما وقع بيننا من الفرقة وما نعلن من البكاء والدعاء وقيل : مانخفي من كآبة الافتراق ومانعلن مما جرى بيننا وبين هاجر عند الوداع من قولها : الى من تكلنا وقولي لها : الى الله تعالى و ما في جميع هذه الاقوال موصولة والعائد محذوف والظاهر العموم وهو المختار والمراد بما نخفي على ماقيل مايقابل مانعلن سواء