تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى يتوق ومن يعلق به الحب يصبه وجوز أن يراد بأيام الله تعالى أيام تجليه جل جلاله بصفة الجلال وتذكيرهم بذلك ليخافوا فيمتثلوا ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور أي لكل مؤمن بالايمان الغيبي سد الصبر والشكر على ماقيل مقامان للسالك قبل الوصول وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم قال الجوزجاني : أي لئن شكرتم الاحسان لأزيدنكم المعرفة ولئن شكرتم المعرفة لأزيدنكم الوصلة ولئن شكرتم الوصلة لأزيدنكم القرب ولئن شكرتم القرب لأزيدنكم الأنس ويعم ذلك كله ماقيل : لئن شكرتم نعمة لأزيدنكم نعمة خيرا منها وللشكر مراتب وأعلا مراتبه الاقرار بالعجز عنه وفي بعض الآثار ان داود عليه السلام قال : يارب كيف أشكرك والشكر من آلائك فأوحى الله تعالى اليه الآن شكرتني ياداود وقال حمدون : شكر النعمة أن ترى نفسك فيها طفيليا قالت رسلهم أفي الله شك أي أنه سبحانه لاشك فيه لأنه الظاهر في الآفاق والأنفس فاطر السموات والأرض موجدهما ومظهرهما من كتم العدم يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ليستر بنوره سبحانه ظلمات حجب صفاتكم فلا تشكون فيه عند جلية اليقين ويؤخركم إلى أجل مسمى إلى غاية يقتضيها استعدادكم من السعادة قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا منعهم ذلك عن اتباع الرسل عليهم السلام قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده سلموا لهم المشاركة في الجنس وجعلوا الموجب لاختصاصهم بالنبوة مامن الله تعالى به عليهم مما يرشحهم لذلك وكثيرا مايقول المنكرون في حق أجلة المشايخ مثل ما قال هؤلاء الكفرة في حق رسلهم والجواب نحو هذا الجواب وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا باذن الله جواب عن قول أولئك : فأتونا بسلطان مبين ويقال نحو ذلك للمنكرين الطالبين من الوالي الكرامة تعنتا ولجاجا وعلى الله فليتوكل المؤمنون لأن الايمان يقتضي التوكل وهو الخمود تحت الموارد وفسره بعضهم بأنه طرح القلب في الربوبية والبدن في العبودية فالمتوكل لايريد إلا مايريده الله تعالى ومن هنا قيل : إن الكامل لايحب إظهار الكرامة وفي المسئلة تفصيل عندهم وبرزوا لله جميعا ذكر بعضهم أن البروز متعدد فبروز عند القيامة الصغرى بموت الجسد وبروز عند القيامة الوسطى بالموت الأرادي وهو الخروج عن حجاب صفات النفس إلى عرصة القلب وبروز عند القيامة الكبرى وهو الخروج عن حجاب الآنية إلى فضاء الوحدة الحقيقية وان حدوث التقاول بين الضعفاء والمستكبرين المشار اليه بقوله تعالى : فقال الضعفاء للذين استكبروا الخ فهو بوجود المهدي القائم بالحق الفارق بين أهل الجنة والنار عند قضاء الأمر الإلهي بنجاة السعداء وهلاك الأشقياء وفسروا الشيطان بالوهم وقد يفسرونه في بعض المواضع بالنفس الأمارة والقول المقصوص عنه في الآية عند ظهور سلطان الحق وبعضهم حمل الشيطان هنا على الشيطان المعروف عند أهل الشرع وذكر أن قوله : فلا تلوموني ولوموا أنفسكم دليل بقائه على الشرك حيث رأى الغير في البين وما ثم غير الله تعالى وإلى هذا يشير كلام الواسطي حيث قال : من لام نفسه فقد أشرك ويخالفه قول محمد بن حامد : النفس محل كل لائمة فمن لم يلم نفسه على الدوام ورضى عنها في حال من الأحوال فقد أهلكها يأباه ماصح في الحديث القدسي ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه فتأمل وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات