من الفوق فكأنها فوق مالها من قرار .
62 .
- أي استقرار على الأرض والمراد بهذه الشجرة المنعوتة الحنظلة وروى ذلك أيضا مرفوعا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعن الضحاك أنها الكشوث ويشبه به الرجل الذي لاحسب له ولا نسب كما قال الشاعر : فهو الكشوث فلا أصل ولا ورق ولا نسيم ولا ظل ولا ثمر وقال الزجاج وفرقة شجرة الثوم وقيل : شجرة الشوك وقيل : الطحلب وقيل : الكمأة وقيل : كل شجر لايطيب له ثمر وفي رواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها شجرة لم تخلق على الأرض والمقصود التشبيه بما اعتبر فيه تلك النعوت وقال ابن عطية : الظاهر أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة جامعة لتلك الاوصاف وفي رواية عن الحبر أيضا تفسير هذه الشجرة بالكافر وروى الامامية وأنت تعرف حالهم عن أبي جعفر رضي الله تعالى عنه تفسيرها ببني أمية وتفسير الشجرة الطيبة برسول الله صلى الله عليه وسلّم وعلي كرم الله تعالى وجهه وفاطمة رضي الله تعالى عنها وما تولد منهما وفي بعض روايات أهل السنة مايعكر على تفسير الشجرة الخبيثة ببني أمية .
فقد أخرج ابن مردويه عن عدي بن أبي حاتم قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن الله تعالى قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير عباده العرب وقلب العرب ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريشا وهي الشجرة المباركة التي قال الله تعالى في كتابه : مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة لأن بني أمية من قريش وأخبار الطائفتين في هذا الباب ركيكة وأحوال بني أمية التي يستحقون بها مايستحقون غير خفية عند الموافق والمخالف والذي عليه الاكثرون في هذه الشجرة الخبيثة أنها الحنظل وإطلاق الشجرة عليه للمشاكلة والا فهو نجم لاشجر وكذا يقال في اطلاقه على الكشوث ونحوه .
وللامام الرازي قدس سره كلام في هذين المثلين لابأس بذكره ملخصا وهو انه تعالى ذكر في المثل الاول شجرة موصوفة بأربع صفات ثم شبه الكلمة الطيبة بها .
الصفة الاولى كونها طيبة وذلك يحتمل كونها طيبة المنظر وكونها طيبة الرائحة وكونها طيبة الثمرة بمعنى كونها لذيذة مستطابة وكونها طيبة الثمرة بمعنى كثرة الانتفاع بها ويحب ارادة الجميع اذ به يحصل كمال الطيب .
والثانية كون أصلها ثابتا وهو صفة كمال لها لأن الشيء الطيب اذا كان في معرض الزوال فهو وان كان يحصل الفرح بوجدانه الا أنه يعظم الحزن بالخوف من زواله واما اذا لم يكن كذلك فانه يعظم السرور به من غير ماينغص ذلك .
والثالثة كون فرعها في السماء وهو أيضا صفة كمال لها لأنها متى كانت مرتفعة كانت بعيدة عن عفونة الارض وقاذورات الابنية فكانت ثمرتها نقية خالصة عن جميع الشوائب .
والرابعة كونها دائمة الثمر لا أن ثمرها حاضر في بعض الاوقات دون بعض وهو صفة كمال أيضا اذ الانتفاع بها غير منقطع حينئذ .
ثم إن من المعلوم بالضرورة أن الرغبة في تحصيل مثل هذه الشجرة يجب أن تكون عظيمة وأن العاقل متى أمكنه تحصيلها ينبغي أن يقوم له على ساق ولا يتساهل عنه والمراد من الكلمة المشبهة بذلك معرفة الله تعالى والاستغراق في محبته سبحانه وطاعته وشبه ذلك للشجرة في صفاتها الأربعة أما في الاولى فظاهر بل لا لذة ولا طيب في الحقيقة إلا لهذه المعرفة لأنها ملائمة لجوهر النفس النطقية والروح القدسية ولا كذلك لذة