وحمزة بمصرخي بكسر الياء على الاصل في التخلص من التقاء الساكنين وذلك أن الاصل بمصرخين لي فاضيف وحذفت نون الجمع للاضافة فالتقت ياء الجمع الساكنة وياء المتكلم والاصل فيها السكون فكسرت لالتقاء الساكنين وأدغمت وطعن في هذه القراءة كثير من النحاة قال الفراء : لعلها من زعم القراء فانه قل من سلم منهم من الوهم وقال أبو عبيد نراهم غلطوا وقال الاخفش : ما سمعت هذا الكسر من أحد من العرب ولا من أحد من النحويين وقال الزجاج : إنها عند الجميع رديئة مرذولة ولا وجه لها الاوجيه ضعيف وقال الزمخشري : هي ضعيفة واستشهدوا لها ببيت مجهول : قال لها هل لك ياتافى قالت له ما أنت بالمرضي 1 وكأنهم قدروا ياء الاضافة ساكنة فحركوها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين ولكنه غير صحيح لأن ياء الاضافة لاتكون الا مفتوحة حيث قبلها ألف نحو عصاي فما بالها وقبلها ياء والقول بأنه جرت الياء الأولى مجرى الحرف الصحيح لأجل الادغام فكأنها ياء وقعت ساكنة بعد حرف صحيح ساكن فحركت بالكسر على الاصل ذهاب إلى القياس وهو قياس حسن ولكن الاستعمال المستفيض الذي هو بمنزلة الخبر المتواتر تتضاءل اليه القياسات .
وقد قلد هؤلاء الطاغين جماعة وقد وهموا طعنا وتقليدا فان القراءة متواترة عن السلف والخلف فلا يجوز أن يقال فيها : إنها خطأ أو قبيحة ورديئة وقد نقل جماعة من العلماء أنها لغة لكنه قل استعمالها .
ونص قطرب على أنها لغة في بني يربوع فانهم يكسرون ياء المتكلم إذا كان قبلها ياء أخرى ويصلونها بها كعليه ولديه وقد يكتفون بالكسرة وذلك لغة أهل الموصل وكثير من الناس اليوم وقد حسنها أبو عمرو وهو امام لغة وامام نحو وامام قراءة وعربي صحيح وروا بيت النابغة : علي لعمرو نعمة بعد نعمة لوالده ليست بذات عقارب بكسر ياء على فيه وأنشدوا لذلك أيضا البيت السابق وهو للأغلب العجلي وجهل الزمخشري به كالزجاج لايلتفت اليه وقوله : ان ياء الاضافة لاتكون الا مفتوحة الى آخره مردود بأنه روى سكون الياء بعد الألف وقرأ به القراء في محياي وماذكره أيضا قياس مع الفارق فانه لايلزم من كسرها مع الياء المجانسة للكسرة كسرها مع الالف الغير المجانسة لها ولذا فتحت بعدها للمجانسة وكون الاصل في هذه الياء الفتح في كل موضع غير مسلم كيف وهي من المبنيات والاصل في المبني أن يبنى على السكون ومن الناس من وجه القراءة بأنها على لغة من يزيد ياء على ياء الاضافة اجراء لها مجرى هاء الضمير وكافه فان الهاء قد توصل بالواو اذا كانت مضمومة كهذا لهو وضر بهو وبالياء اذا كانت مكسورة نحو بهى والكاف قد تلحقها الزيادة فيقال أعطيتكاه وأعطيتكيه الا انه حذفت الياء هنا اكتفاء بالكسرة وقال البصير : كسر الياء ليكون طبقا لكسر الهمزة في قوله : إني كفرت لأنه أراد الوصل دون الوقف والابتداء بذلك والكسر أدل على الوصل من الفتح وفيه نظر وبالجملة لاريب في صحة تلك القراءة وهي لغة فصيحة وقد روى أنه تكلم بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في حديث بدء الوحي وشرح حاله E لورقة بن نوفل رضي الله تعالى عنه فانكارها محض جهالة وأراد بقوله : اني كفرت اني كفرت اليوم بما أشركتمون من قبل أي من قبل هذا اليوم يعني في الدنيا