أن يخلق عليه وقرأ السلمي ألم تر بسكون الراء ووجهه أنه أجرى الوصل مجرى الوقف قال أبو حيان : وتوجيه آخر وهو ان ترى حذفت العرب ألفها في قولهم : قام القوم ولو نر مازيد كما حذفت ياء لا أبالي وقالوا لا أبال فلما دخل الجازم تخيل ان الراء هي آخر الكلمة فسكنت للجازم كما قالوا في لا أبال لم أبل تخيلوا اللام آخر الكلمة والمشهور التوجيه الأول وقرأ الأخوان خالق السموات والأرض بصيغة اسم الفاعل والاضافة وجر الارض .
إن يشأ يذهبكم يعدمكم أيها الناس كما قاله جماعة أو أيها الكفرة كما روى عن ابن عباس بالمرة ويأت بخلق جديد .
91 .
- أي بخلق بدلكم خلقا مستأنفا لاعلاقة بينكم وبينهم والجمهور على انه من جنس الآدميين وذهب آخرون الى أنه أعم من أن يكون من ذلك الجنس أو من غيره أورد سبحانه هذه الشرطية بعد أن ذكر خلقه السموات والارض ارشادا الى طريق الاستدلال فان من قدر على خلق مثل هاتيك الاجرام العظيمة كان على اعدام المخاطبين وخلق آخرين بدلهم أقدر ولذلك قال سبحانه : وما ذلك أي المذكور من اذهابكم والاتيان بخلق جديد مكانكم على الله بعزيز .
2 .
- بمتعذر أو متعسر فانه سبحانه وتعالى قادر بذاته لاباستعانة وواسطة على جميع الممكنات لا اختصاص له بمقدور دون مقدور وهذه الآية على مافي الكشاف بيان لابعادهم في الضلال وعظيم خطبهم في الكفر بالله تعالى لوضوح آياته الشاهدة له الدالة على قدرته الباهرة وحكمته البالغة وأنه هو الحقيق بأن يؤمن به ويرجى ثوابه ويخشى عقابه وبرزوا لله جميعا أي يبرزون يوم القيامة وايثار الماضي لتحقق الوقوع او لأنه لامضى ولا استقبال بالنسبة اليه سبحانه والمراد ببروزهم لله ظهورهم من قبورهم للرائين لأجل حساب الله تعالى فاللام للتعليل وفي الكلام حذف مضاف وجوز أن تكون اللام صلة البروز وليس هناك حذف مضاف ولا يراد له عز شأنه عند أنفسهم وعلى زعمهم فانهم كانوا يظنون عند ارتكابهم الفواحش سرا أنها تخفى على الله تعالى فاذا كان يوم القيامة انكشفوا له تعالى عند أنفسهم وعلموا أنه لاتخفى عليه جل شأنه خافية وقال ابن عطية : معنى برزوا صاروا بالبراز وهي الارض المتسعة فاستعير ذلك لمجمع يوم القيامة وهذا ميل الى التعليل والحذف ونقل الامام عن الحكماء في تأويل البروز أن النفس اذا فارقت الجسد فكأنه زال الغطاء وبقيت مجردة بذاتها عارية عن كل ما سواها وذلك هو البروز لله تعالى وهو كلام تعده العرب من الاحاجي ولذا لم يلتفت اليه المحدثون .
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما وبرزوا مبنيا للمفعول وبتشديد الراء والمراد أظهرهم الله تعالى وأخرجهم من قبورهم لمحاسبته فقال الضعفاء جمع ضعيف والمراد بهم ضعاف الرأي وهم الاتباع وكتب في المصحف العثماني بواو قبل الهمزة ووجه ذلك بأنه على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة فيميلها الى الواو ونظيره علموا بني إسرائيل ورد ذلك الجعبري قائلا : انه ليس من لغة العرب ولا حاجة للتوجيه بذلك لأن الرسم سنة متبعة وزعم ابن قتيبة أنه لغة ضعيفة ولو وجه بأنه اتباع للفظه في الوقت فان من القراء من يقف في مثل ذلك بالواو كان حسنا صحيحا كذا ذكر فليراجع ولعل من أنصف لايرى أحسن من ترك التوجيه .
للذين استكبروا أي لرؤسائهم الذين استتبعوهم واستغووهم إنا كنا في الدنيا لكم تبعا في تكذيب الرسل عليهم السلام والاعراض عن نصائحهم وهو جمع تابع كخادم وخدم وغايب وغيب أو