السلام : ان تكفروا الخ على أنه كالبيان لما أشير اليه في الجواب من عود ضرر الكفران على الكافر دونه D وقيل : هو من كلامه تعالى جيء تتمة لقوله سبحانه : لئن شكرتم الخ وبيانا لشدة عذابه ونقل كلام موسى عليه السلام معترض في البين وهو كما ترى وقيل : هو ابتداء كلام منه تعالى مخاطبا به أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم بعد ماذكر إرساله E بالقرآن وقص عليهم من قصص موسى E مع أمته ولعل تخصيص تذكيرهم بما أصاب أولئك المعدودين مع قرب غيرهم اليهم للأشارة إلى أن اهلاكه تعالى للظالمين ونصره المؤمنين عادة قديمة له سبحانه وتعالى ومن الناس من استبعد ذلك .
قوم نوح بدل من الموصول أو عطف بيان وعاد معطوف على قوم نوح وثمود والذين من بعدهم أي من بعد هؤلاء المذكورين عطف على قوم نوح وما عطف عليه وقوله تعالى : لايعلمهم إلا الله اعتراض أو الموصول مبتدأ وهذه الجملة خبره وجملة المبتدأ وخبره اعتراض والمعنى على الوجهين انهم 1 من الكثرة بحيث لايعلم عددهم إلا الله تعالى ومعنى الاعتراض على الأول الم يأتكم أنباء الجم الغفير الذي لايحصى كثرة فتعتبروا بها ان في ذلك لمعتبرا وعلى الثاني هو ترق ومعناه ألم يأتكم نبأ هؤلاء ومن لايحصى عددهم كأنه يقول : دع التفصيل فانه لامطمع في الحصر وفيه لطف لايهام الجمع بين الاجمال والتفصيل ولذا جعله الزمخشري أول الوجهين وماروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : بين عدنان واسمعيل عليه السلام ثلاثون أبا لايعرفون وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه إذا قرأ هذه الآية قال : كذب النسابون يعني أنهم يدعون علم الانساب وقد نفى الله تعالى علمها عن العباد أظهر فيه على ماقيل .
ومن هنا يعلم أن ترجيح الطيبي الوجه الأول بما رجحه به ليس في محله : واعترض أبو حيان القول بالاعتراض بأنه لايكون إلا بين جزئين يطلب أحدهما الآخر وما ذكر ليس كذلك ومنع بأن بين المعترض بينهما ارتباطا يطلب به أحدهما الآخر لأنه يجوز أن تكون الجملة الاتية حالا بتقدير قدروا الاعتراض يقع بين الحال وصاحبها فليس ماذكر مخالفا لكلام النحاة ولو سلم أنها ليست بحالية فما ذكروه هنا على مصطلح أهل المعاني وهم لايشترطون الشرط المذكور حتى جوزوا أن يكون الاعتراض في آخر الكلام كما صرح به ابن هشام في المغني مع ان الجملة الآتية مفسرة لما في الجملة الاولى فهي مرتبطة بها معنى واشتراط الارتباط الاعرابي عند النحاة غير مسلم أيضا فتأمل وجعل أبو البقاء جملة لايعلمهم إلا الله على تقدير عطف الموصول على ماقبل حالا من الضمير في من بعدهم وجوز الاستئناف ولعله أراد بذلك الضمير المستقر في الجار والمجرور لا الضمير المجرور بالاضافة لفقد شرط مجيء الحال منه وجوز على تقدير كون الموصول مبتدأ كون تلك الجملة خبرا وكونها حالا والخبر قوله تعالى : جاءتهم رسلهم والكثير على انه استئناف لبيان نبئهم بالبينات بالمعجزات الظاهرة فبين كل رسول منهم لأمته طريق الحق وهداهم اليه ليخرجهم من الظلمات إلى النور فردوا أيديهم في أفواههم أي أشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به أي على زعمكم وهي البينات التي أظهروها حجة على صحة رسالتهم