أنواعه عطف عليه عطف جبريل على الملائكة عليهم السلام تنبيها على أنه لشدته كأنه ليس من ذلك الجنس وان كان المراد به غيره كالاستعباد فهما متغايران والمحل محل العطف وقد جوز أهل المعاني أن يكونا بمعنى في الجميع وذكر الثاني للتفسير وترك العطف في السورتين ظاهر والعطف هنا لعد التفسير لكونه أوفى بالمراد وأظهر منزلة المغاير وهو وجه حسن أيضا وسبب هذا التذبيح أن فرعون رأى في المنام أو قال له الكهنة انه سيولد لبني اسرائيل من يذهب بملكه فاجتهدوا في ذلك فلم يغن عنهم من قضاء الله تعالى شيئا وقرأ ابن محيصن ويذبحون مضارع ذبح ثلاثيا وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما كذلك الا انه حذف الواو ويستحيون نساءكم أي يبقونهن في الحياة مع الذل ولذلك عد من جملة البلاء او لأن ابقاءهن دون البنين رزية في نفسه كما قيل : ومن أعظم الرزء فيما ارى بقاء البنات وموت البنينا والجمل أحوال من آل فرعون أو من ضمير المخاطبين أو منهما جميعا لأن فيها ضمير كل منهما ولا اختلاف في العامل لأنه وان كان في آل فرعون من في الظاهر لكنه لفظ أنجاكم في الحقيقة والاقتصار على الاحتمالين الاولين هنا وتجويز الثلاثة في سورة البقرة كما فعل البيضاوي بيض الله تعالى غرة احواله لايظهر وجهه .
وفي ذلكم أي فيما ذكرنا من الافعال الفظيعة بلاء من ربكم أي ابتلاء منه تعالى لأن البلاء عين تلك الافعال اللهم الا أن تجعل في تجريدية فنسبته الى الله تعالى اما من حيث الخلق وهو الظاهر أو الاقدار والتمكين ويجوز أن يكون المشار اليه الانجاء من ذلك والبلاء الابتلاء بالنعمة فانه يكون بها كما يكون بالمحنة قال تعالى : ونبلوكم بالشر والخير فتنة وقال زهير : جزى الله بالاحسان ما فعلا بكم فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو وهو الأنسب بصدر الآية ويلوح اليه التعرض لوصف الربوبية وعلى الاول يكون ذلك باعتبار المآل الذي هو الانجاء أو باعتبار أن بلاء المؤمن تربية له ونفع في الحقيقة عظيم .
6 .
- لايطاق حمله أو عظيم الشأن جليل القدر وإذا تأذن ربكم داخل في مقول موسى عليه السلام لا كلام مبتدأ وهو معطوف على نعمة الله أي أذكروا نعمة الله تعالى عليكم واذكروا حين تأذن ربكم أي آذن ايذانا بليغا وأعلم اعلاما لايبقى معه شبهة لما في صيغة التفعل من معنى التكلف المحمول في حقه تعالى لاستحالة حقيقته عليه سبحانه على غايته التي هي الكمال وجوز عطفه على اذ أنجاكم أي أذكروا نعمته تعالى في هذين الوقتين فان هذا التأذن أيضا نعمة من الله تعالى عليهم لما فيه من الترغيب والترهيب الباعثين الى ما ينالون به خيرى الدنيا والآخرة وفي قراءة ابن مسعود واذ قال ربكم لئن شكرتم ماخولتكم من نعمة الانجاء من اهلاك وغير ذلك وقابلتموه بالايمان أو بالثبات عليه أو الاخلاص فيه والعمل الصالح لازيدنكم أي نعمة الى نعمة فان زيادة النعمة ظاهرة في سبق نعمة أخرى وقيل : يفهم ذلك أيضا من لفظ الشكر فانه دال على سبق النعم فليس الزيادة لمجرد الاحداث والظاهر على ماقيل ان هذه الزيادة في الدنيا وقيل : يحتمل أن تكون في الدنيا وفي الآخرة وليس ببعيد وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لئن وحدتم واطعتم