الحميد اه ولم نر تفسير الحميد بماذكر لغيره وفي المواقف وشرح أسماء الله تعالى الحسنى لحجة الاسلام الغزالي وغيرهما أن الحميد هو المحمود المثني عليه وهو سبحانه محمود بحمده لنفسه أزلا وبحمد عباده له تعالى أبدا وبين هذا وما ذكره الامام بعد بعيد وأما ماذكره في العزيز فهو قول لبعضهم وقيل : هو الذي لامثل له .
وربما يقال على هذا : إن التقديم للاعتناء بالصفات السلبية كما يؤذن به قولهم : التخلية أولى من التحلية وكذا قوله تعالى : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولعل كلامه قدس سره بعد لايخلو عن نظر وقوله تعالى : الله بالرفع على ماقرأ نافع وابن عامر خبر مبتدأ محذوف أي هو الله والموصول الآتي صفته وبالجر على قراءة باقي السبعة والأصمعي عن نافع بدل مما قبله في قول ابن عطية : والحوفي وأبي البقاء وعطف بيان في قول الزمخشري قال : لأنه أجري مجرى الأسماء الأعلام لغلبته واختصاصه بالمعبود بحق كما غلب النجم على الثريا ولعل جعله جاريا مجرى ذلك ليس لاشتراطه في عطف البيان بل لأن عطف البيان شرطه إفادة زيادة إيضاح لمتبوعه وهي هنا بكونه كالعلم باختصاصه بالمعبود بحق وقد خرج عن الوصية بذلك فليس صفة كالعزيز الحميد .
ثم انه لايخفى عليك أنه عند الأئمة المحققين علم لا أنه كالعلم وعن ابن عصفور أنه لاتقدم صفة على موصوف الاحيث سمع وذلك قليل وللعرب فيما وجد من ذلك وجهان : أحدهما أن تقدم الصفة وتبقيها على ما كانت عليه وفي اعراب مثل هذا وجهان : أحدهما اعرابه نعتا مقدما والثاني أن يجعل مابعد الصفة بدلا والوجه الثاني أن تضيف الصفة إلى الموصوف اه وعلى هذا يجوز أن يكون العزيز الحميد صفتين متقدمتين ويعرب الاسم الجليل موصوفا متأخرا ومما جاء فيه تقديم مالو أخر لكان صفة وتأخير مالو قدم لكان موصوفا قوله : والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد فلو جاء على الكثير لكان التركيب والمؤمن الطير العائذات ومثله قوله : لو كنت ذا نبل وذا تشديب لم أخش شدات الخبيث الذيب وجوز في قراءة الرفع كون الاسم الجليل مبتدأ وقوله تعالى الذي له اي ملكا وملكا ما في السموات وما في الأرض خبره وما تقدم أولى فان في الوصفية من بيان كمال فخامة شأن الصراط واظهار تحتم سلوكه على الناس ماليس في الخبرية والمراد بما في السموات وما في الارض ما وجد داخلا فيهما أو خارجا عنهما متمكنا فيهما ومن الناس من استدل بعموم ما على أن أفعال العباد مخلوقة له تعالى كما ذكره الامام وقوله تعالى : وويل للكافرين وعيد لمن كفر بالكتاب ولم يخرج به من الظلمات الى النور بالويل .
وهو عند بعض نقيض الوأل بالهمزة بمعنى النجاة فمعناه الهلاك فهو مصدر الا أنه لايشتق منه فعل انما يقال : ويلا له فينصب نصب المصادر ثم يرفع رفعها لافادة معنى الثبات فيقال : ويل له كسلام عليك وقال الراغب : قال الاصمعي ويل قبوح وقد يستعمل للتحسر وويس استصغار وويح ترحم ومن قال : هو واد في جهنم لم يرد أنه في اللغة موضوع لذلك وإنما أراد أن من قال الله تعالى فيه ذلك فقد استحق مقرا من النار وثبت له ذلك وقوله سبحانه : من عذاب شديد .
2 .
- في موضع الصفة لويل ولا يضر الفصل على مافي البحر وغيره